وفي رواية: على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
متفق عليه: رواه البخاري في الجمعة (٩٣٩) ومسلم في الجمعة (٨٥٩) كلاهما من حديث عبد الله بن مسلمة، قال حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهلٍ، فذكره. ولفظهما سواء، إلَّا أنَّ الرواية الثانية رواها مسلم وحده عن علي بن حجر، عن عبد العزيز به.
وذكر البخاري في روايةٍ أخرى (٩٣٨) عن أبي غسَّان قال: حدثني أبو حازم، عن سهلٍ قال:
"كانت فيها امرأة تجعل على أربعاء في مزرعة لها سلقًا، فكانت إذا كان يوم جمعة تنزع أصولَ السلق فتجعله في قدرٍ، ثمَّ تجعل عليه قبضة من شعيرٍ تطحنها، فتكون أصول السلق عرقة، وكنَّا ننصرف من صلاة الجمعة فنسلِّم عليها، فتقرِّب ذلك الطعام إلينا فنعلقه، وكنَّا نتمنَّي يوم الجمعة لطعامها ذلك".
وزاد في رواية (٢٣٤٩): "وما كنَّا نتغدَّى ولا نقيل إلَّا بعد الجمعة".
• عن أنس قال: كنَّا نُبكِّر بالجمعة ونقيل بعد الجمعةِ.
صحيح: رواه البخاري في الجمعة (٩٠٥) عن عبدان، أخبرنا عبد الله، أخبرنا حميد، عن أنسٍ، فذكره.
وأخرجه ابن حبان من طريق محمد بن إسحاق، حدثني حميد الطويل، فذكره، وزاد فيه: "مع النبي - صلى الله عليه وسلم -".
٥ - باب النهي عن تخطِّي رِقاب الناس يوم الجمعة
• عن عبد الله بن بُسر، قال: جاء رجلٌ يتخطَّى رِقابَ الناس يوم الجمعة، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يَخطب، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اجلس! فقد آذيتَ".
حسن: رواه أبو داود (١١١٨) والنسائي (١٣٩٩) كلاهما من حديث معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، قال: "كُنَّا مع عبد الله بن بُسر -صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة، فجاء رجلٌ يتخطَّى رِقابَ الناسِ، فقال عبد الله بن بُسرٍ، فذكر الحديثَ.
وإسناده حسن من اجل معاوية بن صالح بن حدير الحضرمي؛ فإنَّه حسن الحديث.
وصحَّحه ابن خزيمة (١٨١١) وابن حبان (٢٧٩٠) والحاكم (١/ ٢٨٨) فأخرجوه من هذا الوجه، وزادوا فيه: "وآنيتَ". قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه".
قوله: "فقد آذيتَ": أي الناسَ بالتخطِّي. "وآنيتَ": أي أخَّرتَ المجيءَ.
وفي الباب: عن جابر بن عبد الله، أنَّ رجلا دخل المسجد يوم الجمعة، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب الناسَ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اجلس، فقد آذيتَ وآنيتَ". رواه ابن ماجة (١١١٥) من طريق عبد الرحمن المُحاربي، عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن جابر بن عبد الله.
والمحاربي هذا هو عبد الرحمن بن محمد بن زياد المحاربي، أبو محمد الكوفي، وثَّقه ابن