حدّثنا أبو عمران يعني الجوني، عن أبي بكر بن عبد اللَّه بن قيس، عن أبيه، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الحارث بن عبيد الإيادي؛ فإنه حسن الحديث ما لم يثبت خطؤه. وهذا الحديث له أصل.
[١٠ - باب ما جاء في وصف تربة الجنة]
• عن أبي ذر كان يحدِّث أنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: فذكر قصة الإسراء والمعراج، وجاء فيه:"ثم أُدخلتُ الجنّةَ فإذا فيها جَنابذُ اللؤلؤ، وإذا ترابُها المسك".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الصلاة (٣٤٩)، ومسلم في الإيمان (١٦٣) كلاهما من حديث يونس، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك، قال: كان أبو ذر يحدّث، فذكره في حديث طويل.
• عن أبي سعيد، أن ابن صياد سأل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عن تربة الجنة؟ فقال:"درمكة بيضاء مسك خالص"
صحيح: رواه مسلم في الفتن (٩٣: ٢٩٢٨) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا أبو أسامة، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، فذكره.
هذا هو الصحيح، والنظر يدل على أن يكون النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- هو المسؤول عن الغيبيات لا سائلا عنها، ولكن قدّم مسلم (٩٢: ٢٩٢٨) ما رواه عن نصر بن علي الجهضمي، حدّثنا بشر يعني ابن مفضل، عن أبي مسلمة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لابن صائد:"ما تربة الجنة؟ ". . . الحديث. فجعل ابن صائد هو المسؤول.
ولعل ذلك نظرًا لقوتها من حيث الصناعة الحديثية، فإنها أقوى من رواية الجريري.
• عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال ناس من اليهود لأناس من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: هل يعلم نبيكم كم عدد خزنة جهنم؟ قالوا: لا ندري حتى نسأله، فجاء رجل إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: يا محمد، غُلب أصحابك اليوم. قال:"وبم غُلبوا؟ " قال: سألهم يهود: هل يعلم نبيكم كم عدد خزنة جهنم؟ قال:"فما قالوا؟ " قال: قالوا: لا ندري حتى نسأل نبينا. قال:"أفغلب قوم سئلوا عما لا يعلمون؟ فقالوا: لا نعلم حتى نسأل نبينا لكنهم قد سألوا نبيهم، فقالوا:{أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً}[النساء: ١٥٣]، علي بأعداء اللَّه، إني سائلهم عن تربة الجنة، وهي الدرمك"، فلما جاؤوا قالوا: يا أبا القاسم، كم عدد خزنة جهنم؟ قال:"هكذا وهكذا في مرة عشرة، وفي مرة تسعة" قالوا: نعم، قال لهم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما تربة الجنة؟ " قال: فسكتوا هنيهة، ثم قالوا: خبزة يا أبا القاسم، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الخبز من الدرمك".