ورواه الإمام أحمد (٢٢٣٧٢)، وأبو بكر بن أبي شيبة (٢/ ٤٥٥)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (٢/ ١٤٨)، والبيهقي (٤/ ٢٢٠) كلّهم من حديث شعبة، عن أبي الجودي، عن بلْج، عن أبي شيبة المهريّ، قال: وكان الناس بقسطنطينية، قال: قيل لثوبان: حدّثنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاء فأفطر"، وفيه بلج وشيخه أبو شيبة المهريّ مجهولان.
قال البخاري: "إسناده ليس بذاك". ذكره الذهبي في "الميزان" (١/ ٣٥٢) في ترجمة "بَلْج".
[١٣ - باب ما جاء في الاكتحال هل هو مفطر أو لا؟]
وفي الباب أحاديث لا تصح منها:
ما رواه أبو داود (٢٣٧٧): حدّثنا النفيليّ، ثنا علي بن ثابت، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن النعمان بن معبد بن هوذة، عن أبيه، عن جده، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه أمر بالإثمد المروَّح عند النوم وقال: "ليتقه الصّائم".
قال أبو داود: قال لي يحيى بن معين: "هذا حديث منكر".
وكذلك قال الإمام أحمد: "هذا حديث منكر" مسائل أحمد لأبي داود (ص ٢٩٨).
ورواه الإمام أحمد (١٦٠٧٢) عن علي بن ثابت، بإسناده إلا أنه لم يذكر فيه: "ليتقه الصّائم".
وكذلك رواه الدارمي (١٧٧٤)، والبيهقي (٤/ ٢٦٢) عن أبي نعيم، حدّثنا عبد الرحمن بن النعمان، قال: حدّثنا أبي، عن جدّي، وكان جدّي قد أُتي به النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فمسح رأسه، قال: "لا تكتحل بالنّهار، وأنت صائم، اكتحل ليلًا بالإثمد، فإنه يجلو البصر وينبت الشعر".
قال الدّارمي: "لا أرى بالكحل بأسًا".
وسكت البيهقيّ، وفيه عبد الرحمن بن النعمان مختلف فيه فضعفه ابن معين، وقال ابن المديني: "مجهول". وقال أبو حاتم: "صدوق". وذكره ابن حبان في "الثقات" (٧/ ٨١).
وأما أبوه وهو النعمان بن معبد فلم يرو عنه غير ابنه عبد الرحمن، وهو على شرط ابن حبان في "ثقاته"، ولذا ذكره فيه (٧/ ٥٣٠) فهو "مجهول".
وقال الذهبي في "الميزان": "غير معروف، تفرد عنه ابنه عبد الرحمن".
وأما قول الحافظ ابن عبد الهادي في "التنقيح" (٣/ ٢٤٦): "ومعبد وابنه النعمان كالمجهولين، فإنه لا يعرف لهما إلا هذا الحديث ففيه سبق قلم، فإن معبدًا وهو ابن هوذة الأنصاريّ هو الذي له هذه الصحبة كما قال البيهقي.
وإنما المجهول هو عبد الرحمن وأبوه النعمان.
وقوله: "بالإثمد المروح" الإثمد: حجر الكحل الأسود، والمروَّح -اسم مفعول-: المطيب بالمسك.