• عن أبي حازم قال: شهدتُ حسينًا -رضي الله عنه- حين مات الحسن -رضي الله عنه- وهو يرفع في قفا سعيد بن العاص، وهو يقول: تقدم، فلولا أنها السنة ما قدمتك، وسعيد أمير على المدينة يومئذ.
حسن: رواه الطبراني في "الكبير"(٢/ ١٤٨) من طريق عبد الرزاق وهو في "مصنفه"(٦٣٦٩)، والبزار (١٣٤٥) من طريق وكيع، كلاهما عن سفيان الثوري، عن سالم بن أبي حفصة، عن أبي حازم قال: فذكره.
وصحَّحه الحاكم (٣/ ١٧١) ورواه من طريق عبيد الله بن موسى، عن سفيان بإسناده وزاد فيه قول أبي هريرة: أَتُنَفِّسُون على ابن نبيكم - صلى الله عليه وسلم - بتربة تدفنونه فيها، وقد سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يقول:"من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني"، وقال:"صحيح الإسناد".
قلت: إسناده حسن من أجل الكلام في سالم بن أبي حفصة العجلي الكوفي فقال فيه النسائي: ليس بثقة، وقال ابن سعد: كان يتشيع تشيعًا شديدًا، وبالغ فيه ابن حبان فقال:"كان يقلب الأخبار، ويهم في الروايات""المجروحين"(١/ ٣٤٣).
لكن مشاه الآخرون منهم الإمام أحمد فقال: سالم بن أبي حفصة كان شيعيًا، ما أظن به بأسًا في الحديث، وهو قليل الحديث، وعن يحيي بن معين روايات، منها: أنه ثقة، ومنها: ليس به بأس كان مغليًا في الشيعة، ومنها: شيعي، وقال ابن عدي: له أحاديث وعامة ما يرويه في فضائل أهل البيت، وهو من الغالين في منشيعي أهل الكوفة، وإنما عيب عليه الغلو فيه، وأما أحاديثه فأرجو أنه لا بأس به، وقال الهيثمي في "المجمع"(٣/ ٣١): "رواه الطبراني في الكبير والبزار، ورجاله موثقون".
والخلاصة أنه صدوق في نفسه، وكذا قال الحافظ أيضًا في "التقريب" وزاد: . "إلا أنه شيعي غال" فأقل أحواله أنه حسن الحديث إذا لم يأت في حديثه من فضائل أهل البيت ما لا يتابع عليه، ثم إني وجدت له متابعًا عند البيهقي (٤/ ٢٩) فإنه رواه من طريق سفيان عن أبي الجحَّاف، عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي، قال: أخبرني من شهد الحسين بن علي حين مات الحسن .. فذكره، وإسماعيل بن رجاء "ثقة" كما قال الحافظ، إلا أنه لم يسم من أخبره، فلعله نسي اسمه فأيهمه، وسمَّاه سالم بن أبي حفصة.
وأبو الجحَّاف هو داود بن عوف التميمي "صدوق شيعي ربما أخطأ".