قلت: ليس بحسن، فإن أم محمد قيل اسمها: أُمينة، وقيل: أمية، وهي زوجة زيد بن جُدعان، تفرّد بالرواية عنها عليّ بن زيد، وهي لا تُعرف، وعلي بن زيد بن جُدعان أهل العلم مطبقون على تضعيفه.
٦ - باب أن أهل الجاهلية يُعذَّبون في قبورهم
• عن زيد بن ثابت قال: بينما النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - في حائط لبني النجار على بغلة له، ونحن معه، إذ حادثْ به، فكادتْ تُلقيه، وإذا أَقْبرٌ ستةٌ أو خمسةٌ أو أربعةٌ، (كذا كان يقول الجُريري) فقال: "من يعرف أصحاب هذه الأقبر؟ " فقال رجل: أنا. قال:"فمتى مات هؤلاء؟ " قال: ماتوا في الإشراك، فقال: إن هذه الأمة تُبلي في قبورها، فلولا أن لا تدافنوا لدعوتُ الله أن يُسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه" ثمّ أقبل علينا بوجهه فقال: "تعوذُوا بالله من عذاب النّار" قالوا: نعوذ بالله من عذاب النّار، فقال: "تعوذوا بالله من عذاب القبر" قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر، قال: "تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن" قالوا: نعوذ بالله من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، قال: "تعوذوا بالله من فتنة الدجال" قالوا: نعوذ بالله من فتنة الدجال.
صحيح: رواه مسلم في كتاب الجنّة (٢٨٦٧) من طرق، عن سعيد الجُريريّ، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدريّ، عن زيد بن ثابت.
قال: أبو سعيد: ولم أشهده من النَّبِي - صلى الله عليه وسلم -، ولكن حَدَّثنيه زيد بن ثابت قال: فذكره.
• عن أنس بن مالك: أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم دخل نخلًا لبني النجار، فسمع صوتًا ففزع، فقال: "من أصحابُ هذه القبور؟ " قالوا: يا نبيَّ الله! ، ناسٌ ماتوا في الجاهليّة، قال: "تعوَّذوا بالله من عذاب القبر، وعذاب النّار، وفتنة الدَّجال" قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: "إنَّ هذه الأمة تُبْتَلى في قُبُورِها، فإنَّ المؤمن إذا وُضِعَ في قبره، أتاه مَلَكٌ فَسألَهُ: ما كنت تَعبُدُ؟ فإنِ اللهُ هدَاهُ قال: كنتُ أعبد الله، فيُقالُ له: ما كنتَ تقولُ في هذا الرّجل؟ قال: فيقولُ: هو عبد الله ورسولُه، قال: فما يُسأَلُ عن شيءٍ غيرَها، فيُنْطَلَقُ به إلى بيتٍ كانَ له في النّار، فيُقال له: هذا بَيْتُكَ كانَ في النّار، ولكِنَّ الله عَصَمَكَ ورَحِمَكَ، فأَبدَلَكَ به بيتًا في الجَنَّةِ، فيقولُ: دَعُوني حتَّى أذهبَ فأُبَشِّرَ أَهلِي، فيُقالُ له: اسْكُنْ. وإن الكافرَ إذا وُضِعَ في قَبْره، أتاهُ مَلَكٌ فيقولُ له: ما كنتَ تقولُ في هذا الرّجل؟ فيقولُ: كنتُ أقولُ ما يَقُولُ الناسُ، فيضربه بمطراق من حديد بين أُذُنيه، فيصيح صيحة فيسمعها الخلق غير الثقلين".