للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالمدينة، ومن قال: له ثلاثة أراد أبا محذورة الذي كان يؤذِّن بمكة، انظر: "إتحاف المهرة" (٢/ ١٢٦).

وقلت: وكذلك سعد بن عائذ، أو ابن عبد الرحمن مولى الأنصاري المعروف بسعد القرظ كان مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء كما أخرجه الحاكم (٣/ ٦٠٨) من طريق بقية، ثنا الزبيديّ، عن الزّهريّ، عن حفص بن عمر بن سعد القرظ أن أباه وعمومته أخبروه أن سعد القرظ كان مؤذِّنًا لأهل قباء، فانتقله عمر بن الخطّاب فاتخذه مؤذنًا لمسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. سكت عليه الحاكم والذّهبيّ، وفي الإسناد حفص بن عمر بن سعد جعله الحافظ في مرتبة "مقبول".

وذلك بعد أن مات رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وترك بلالٌ الأذان، وانتقل إلى الشام.

ويقال له: سعد القُرَظ، لأنه كان يتجر في القرظ، روى البغوي عن القاسم بن الحسن بن محمد بن عمرو بن حفص بن عمرو بن سعد القرظ، عن آبائه أن سعدًا اشتكى إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قلة ذات يده، فأمره النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - بالتجارة، فخرج إلى السوق فاشترى شيئًا من قرظ فباعه فربح فيه، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأمره بلزوم ذلك. ذكره الحافظ في "الإصابة" (٢/ ٢٩).

وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب": "فلم يزل يؤذن في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن مات، وتوارث عنه بنوه الأذان فيه إلى زمن مالك وبعده أيضًا".

[١٥ - باب كراهية أخذ الأجر على التأذين]

• عن عثمان بن أبي العاص قال: يا رسول الله! اجعلني إمام قوميّ، قال: "أنت إمامُهم، واقتد بأضعفهم، واتخذ مؤذِّنًا لا يأخذ على أذانه أجرًا".

صحيح: رواه أبو داود (٥٣١)، والنسائي (٦٧٢) كلاهما من طريق حمّاد بن سلمة، ثنا سعيد الجريريّ، عن أبي العلاء، عن مطرف بن عبد الله، عن عثمان بن أبي العاص فذكر الحديث.

ومن هذا الوجه أخرجه أيضًا ابن خزيمة (٤٢٣)، والحاكم (١/ ١٩٩ - ٢٠٠) وقال: صحيح على شرط مسلم.

قلت: وهو كما قال، وسعيد الجُريري هو: ابن إياس أبو مسعود البصري ثقة إِلَّا أنه اختلط قبل موته بثلاث سنين، وحماد بن سلمة ممن سمع منه قبل الاختلاط.

ورواه الترمذيّ (٢٠٩) من وجه آخر قال: حَدَّثَنَا هناد، حَدَّثَنَا أبو زُبيد وهو: عَبْثَرُ بن القاسم، عن أشعث، عن الحسن، عن عثمان بن أبي العاص قال: "إن من آخِر ما عهد إليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن اتخذ مؤذِّنًا لا يأخذ على أذانه أجرًا".

ورواه ابن ماجة (٧١٤) من طريق حفص بن غياث، عن أشعث به مثله.

قال الترمذيّ: حديث حسن، وفي نسخة: حسن صحيح، والذي نقل عنه الزيلعي وغيره: "حسن" فقط وهو الصواب فإن أشعث هو: ابن سوَّار الكندي النجار ضعَّفه النسائيّ والدارقطني وغيرهما، وقال بعض

<<  <  ج: ص:  >  >>