معاوية، زمان كان مروان على المدينة، فسأل من كان بحضرته من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة والفقهاء. فلم يجدوا أحدا قطعه، قال: فأجمع رأيهم على أن يضربه، ويطاف به.
[١٠ - باب تلقين السارق]
• رُوي عن أبي أمية المخزومي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتي بلص فاعترف اعترافا، ولم يوجد معه المتاع. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما إخالك سرقت؟ " قال: بلى، ثم قال: "ما إخالك سرقت" قال: بلى. فأمر فقطع. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "قل: أستغفر الله وأتوب إليه" قال: أستغفر الله وأتوب إليه، قال: "اللَّهم تب عليه" مرتين.
رواه أبو داود (٤٣٨٠) والنسائي (٤٨٨١) وابن ماجه (٢٥٩٧) وأحمد (٢٢٥٠٨) والبيهقي (٨/ ٢٧٦) كلهم من حديث إسحاق بن أبي طلحة قال: سمعت أبا المنذر مولى أبي ذر، يذكر أن أبا أمية حدثه فذكر الحديث.
وأبو المنذر مجهول. لم يرو عنه غير إسحاق بن أبي طلحة، ولم يوثقه أحد.
تنبيه: لم أتنبه إلى جهالة هذا الراوي في "المنة الكبرى" (٧/ ٣١٢) فقلت: صحيح. والصواب أنه ضعيف.
وأما تلقين السارق عن رجوعه من اعترافه فأحبه جماعة من أهل العلم من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين لما فيه درء الحدود. والنبي - صلى الله عليه وسلم - كان يحب درء الحدود بالشبهات.
وقد أتي عمر بن الخطاب برجل فسأله أسرفت؟ قل: لا. قال: فقال: لا، فتركه ولم يقطعه. ورُوي مثل هذا عن عدد من الصحابة.
[١١ - باب في حسم يد السارق]
روي عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان قال: أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بسارق سرق شملة فقال: "ما إخالك سرقته قال: بلى، قد فعلت. قال: "اذهبوا به فاقطعوه ثم احسموه، ثم ائتوني به، فذهبوا به، فقطعوه، ثم حسموه، ثم أتوه به، فقال: "تُب إلى الله، قال: قد تُبت إلى الله. قال: "اللَّهم تب عليه".
رواه أبو داود في المراسيل (٢٣٥) وابن أبي شيبة (٢٩١٩٥) كلاهما من حديث سفيان، عن يزيد بن خُصيفة، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان فذكره. واللفظ لأبي داود.
وتابعه ابن جريج فرواه عن يزيد بن خصيفة نحوه رواه عبد الرزاق (٧/ ٣٨٩). وكذلك رواه عبد العزيز بن أبي حازم، عن يزيد بن خصيفة عن ابن ثوبان مرسلًا، وهو عند البيهقي (٧/ ٢٧١)، وقال البيهقي: "وبلغني أن محمد بن إسحاق رواه عن يزيد بن خصيفة، عن ابن ثوبان، عن أبي هريرة. وقال: ولا أراه حفظه وقال: وروي فيه أيضا مرسلًا. انتهى.
قلت: ورواه عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن يزيد بن خصيفة ولكن اختلف عليه. فرواه