للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٢٩)}

قوله: {الْفَاحِشَةَ} أي الأعمال القبيحة منها: إتيان الرجال كما في قوله: {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ} وقوله: {وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ} وذلك أنهم كانوا يفعلون الفاحشة بمن مرّ بهم من المسافرين، فترك الناس المرور بهم.

ويحمل أيضا على قطع النسل بإيثار الرجال على النساء.

وقوله: {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} النادي هو المكان الذي يجتمع فيه الناس نهارا وهو مشتق من الندو، والاجتماع نهارا، وأما مكان الاجتماع ليلا فهو السامر، ثم غلب النادي على جميع الاجتماعات سواء كان نهارا أو ليلا.

وقوله: {الْمُنْكَرَ} وهو كلمة شاملة لجميع الأعمال القبيحة قولا وفعلا.

وأما ما روي عن أم هانئ قالت: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قوله: {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} قال: "كانوا يخذفون أهل الطريق ويسخرون منهم فذاك المنكر الذي كانوا يأتون" فهو ضعيف.

رواه الترمذي (٣١٩٠)، وأحمد (٢٦٨٩١)، والحاكم (٢/ ٢٠٩) كلهم من طريق حماد بن أسامة، قال: أخبرني حاتم بن أبي صغيرة قال: حدثنا سماك بن حرب، عن أبي صالح مولى أم هانئ، عن أم هانئ فذكرته.

وإسناده ضعيف من أجل أبي صالح واسمه باذام - بالذال - قال النسائي: ليس بثقة، وقال الحاكم: ليس بالقوي، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، ولا يحتج به.

وقول الحاكم: "صحيح على شرط مسلم". ليس بصحيح، بل هو من رجال السنن فقط.

٩ - باب قول: {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ (٣١)}

قوله: {إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ}: فيه إشارة إلى قرية لوط عليه السلام التي كانت واقعة في مكان سهل في الجنوب الشرقي من جبال حبرون أي مدينة الخليل اليوم، وكانت تسمى سدوم.

١٠ - باب قول: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٤٠)}

قوله: {فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا} هم عاد قوم هود عليه السلام. والحاصب هو: الريح الشديدة، وسميت حاصبا لأنها تقلع الحصباء من الأرض.

<<  <  ج: ص:  >  >>