رافضيا يضع الحديث، وبه أعله الذهبي في تلخيص المستدرك، فقال: "جُميع متهم، ولم تقل عائشة هذا أصلا".
[٩ - باب ما روي أن علي بن أبي طالب باب مدينة العلم ودار الحكمة]
روي عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا دار الحكمة، وعلي بابها".
رواه الترمذي (٣٧٢٣) عن إسماعيل بن موسى، حدثنا محمد بن عمر بن الرومي، حدثنا شريك، عن سلمة بن كهيل، عن سويد بن غفلة، عن الصنابحي، عن علي فذكره.
وقال: "هذا حديث غريب منكر، وروى بعضهم هذا الحديث من شريك، ولم يذكروا فيه عن الصنابحي، ولا نعرف هذا الحديث عن أحد من الثقات غير شريك".
ومحمد بن عمر الرومي قال فيه أبو زرعة: شيخ فيه لين.
وشريك سيء الحفظ، وقد اختلف عليه كما قال الترمذي. وإسماعيل بن موسى رمي بالرفض، وكان يشتم السلف.
قال ابن حبان: هذا خبر لا أصل له عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وللحديث طرق أخرى عن علي وكلها واهية.
وروي أيضا عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابه".
رواه الطبراني في الكبير (١١/ ٥٥) من طرق، عن عبد السلام بن صالح الهروي، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس فذكره.
وعبد السلام بن صالح الهروي له مناكير في فضل أهل البيت، وهو متهم فيها، قاله ابن عدي. وبه أعله الهيثمي في المجمع (٩/ ١١٤).
قال ابن معين وأحمد وأبو حاتم: إنه كذب لا أصل له. الجرح والتعديل (٦/ ٩٩).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (٤/ ٤١٠): "وأما حديث: "أنا مدينة العلم" فأضعف وأوهى، ولهذا إنما يعد في الموضوعات المكذوبات، وإن كان الترمذي قد رواه، ولهذا ذكره ابن الجوزي في الموضوعات، وبيَّن أنه موضوع من سائر طرقه.
والكذب يعرف من نفس متنه؛ لا يحتاج إلى النظر في إسناده: فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كان "مدينة العلم" لم يكن لهذه المدينة إلا باب واحد، ولا يجوز أن يكون المبلغ عنه واحدا؛ بل يجب أن يكون المبلغ عنه أهل التواتر الذين يحصل العلم بخبرهم للغائب، ورواية الواحد لا تفيد العلم إلا مع قرائن، وتلك القرائن إما أن تكون منتفية؛ وإما أن تكون خفية عن كثير من الناس، أو أكثرهم فلا يحصل لهم العلم بالقرآن والسنة المتواترة؛ بخلاف النقل المتواتر: الذي يحصل به العلم