[٣ - باب من كان له امرأة ومسكن فهو من الأغنياء]
• عن أبي عبد الرحمن الحبلي يقول: سمعت عبد اللَّه بن عمرو بن العاص وسأله رجل فقال: ألسنا من فقراء المهاجرين؟ فقال له عبد اللَّه: ألك امرأة تأوي إليها؟ قال: نعم، قال: ألك مسكن تسكنه؟ قال: نعم. قال: فأنت من الأغنياء، قال: فإن لي خادما، قال: فأنت من الملوك.
قال أبو عبد الرحمن: وجاء ثلاثة نفر إلى عبد اللَّه بن عمرو بن العاص وأنا عنده فقالوا: يا أبا محمد، إنا واللَّه ما نقدر على شيء، لا نفقة ولا دابة ولا متاع، فقال لهم: ما شئتم إن شئتم رجعتم إلينا فأعطيناكم ما يسر اللَّه لكم، وإن شئتم ذكرنا أمركم للسلطان، وإن شئتم صبرتم، فإني سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفا" قالوا: فإنا نصبر، لا نسأل شيئًا.
صحيح: رواه مسلم في الزهد (٢٩٧٩) عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح، أخبرنا ابن وهب، أخبرني أبو هانئ، سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يقول: فذكره.
وأما ما روي مرفوعا عن جمع من الصحابة: "من أصبح منكم معافًى في جسده، آمنا في سربه، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا". فكلها ضعيفة وليس شيء منها على شرط "الجامع الكامل".
[٤ - باب الترغيب في الرضا بالكفاف]
• عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "قد أفلح من أسلم، ورُزقَ كفافا، وقنعه اللَّه بما آتاه".
صحيح: رواه مسلم في الزكاة (١٠٥٤) عن أبي بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو عبد الرحمن المقري، عن سعيد بن أبي أيوب، حدثني شرحبيل (وهو ابن شريك)، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، فذكر الحديث.
• عن فضالة بن عبيد، أنه سمع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "طوبى لمن هدي إلى الإسلام، وكان عيشه كفافا وقنع".
حسن: رواه الترمذيّ (٢٣٤٩)، وأحمد (٢٣٩٤٤)، وصحّحه ابن حبان (٧٠٥)، والحاكم (١/ ٣٤ - ٣٥) كلهم من حديث أبي عبد الرحمن عبد اللَّه بن يزيد المقري، أخبرنا حيوة بن شريح، أخبرني أبو هانئ الخولاني، أن أبا علي عمرو بن مالك الجَنْبِي، أخبره عن فضالة بن عبيد، فذكره.
قال الترمذيّ: "حسن صحيح". وقال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم".
قلت: إسناده حسن من أجل أبي هانئ -وهو حميد بن هانئ الخولاني-، فإنه حسن الحديث.