[٣ - باب ذكر خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - من مكة بعد قضاء عمرته]
قال ابن إسحاق: فأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة ثلاثا، فأتاه حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل في نفر من قريش في اليوم الثالث، وكانت قريش قد وكّلته بإخراج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة فقالوا له: إنه قد انقضى أجلك، فاخرج عنا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "وما عليكم لو تركتموني فأعرست بين أظهركم، وصنعنا لكم طعامًا فحضرتموه" قالوا: لا حاجة لنا في طعامك فاخرج عنا. فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخلف أبا رافع مولاه على ميمونة حتى أتاه بها بسرف، فبنى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هناك. ثم انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة في ذي الحجة. سيرة ابن هشام (٢/ ٣٧٢).
قال ابن هشام: فأنزل الله عز وجل عليه فيما حدثني أبو عبيدة: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا}[الفتح: ٢٧] يعني خيبر.
متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٢٥١) ومسلم في الجهاد والسير (٩٠: ١٧٨٣) كلاهما من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن البراء رضي الله عنه قال: فذكره. والسياق للبخاري.