"فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُم الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟ ". قَالَ أَبُو بَكْرٍ -رضي الله عنه-: أَنَا. قَالَ: "فَمَنْ عَادَ مْنْكُم الْيَوْمَ مَريضًا؟ ". قَالَ أَبُو بَكْرٍ -رضي الله عنه-: أَنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إلا دَخَلَ الْجَنَّةَ".
صحيح: رواه مسلم في الزكاة (١٠٢٨) عن ابن أبي عمر، ثنا مروان الفزاري، عن يزيد (وهو ابن كيسان)، عن أبي حازم الأشجعي، عن أبي هريرة، فذكره.
٣١ - باب صدقة الحي عن الميّت
• عن عائشة، أنّ رجلًا قَال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا وَأُرَاهَا لَوْ تَكَّلَمَتُ تَصَدَّقَتْ أَفَأَتَصَدَّقُ عَنْهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "نَعَمْ".
متفق عليه: رواه مالك في الأقضية (٥٥) عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
ورواه البخاري في الوصايا (٢٧٦٠) عن إسماعيل، عن مالك به.
ورواه مسلم في الزكاة (١٠٠٤) من طرق أخرى، عن هشام، به، مثله.
وقوله: "افْتُلِتَتْ" من الفلت معناه: الخروج بسرعة، ومنه كان ذلك فلتة أي فجأة.
• عن ابن عباس: أَنَّ سَعْد بْن عُبَادَةَ تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ وَهُوَ غَائِبٌ عَنْهَا فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ أُمِّي تُوفِّيَتْ وَأَنَا غَائِبٌ عَنْهَا. أَيَنْفَعُهَا شَيْءٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَنْهَا؟ قَالَ: "نَعَمْ". قال: فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّ حَائِطِيَ الْمِخْرَافَ صَدَقَةٌ عَلَيْهَا.
صحيح: رواه البخاريّ في الوصايا (٢٧٥٦) عن محمد، أخبرنا مخلد بن يزيد، أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني يعلى، أنه سمع عكرمة يقول: أنبأنا ابن عباس يقول (فذكره).
ومحمد هو ابن سلام كما في رواية أبي ذر وغيره، ويعلي هو ابن مسلم سماه عبد الرزاق في روايته عن ابن جريج عنه.
وأم سعد بن عبادة هي عمرة بنت مسعود، ذكر ابن سعد أنها أسلمت وبايعت، وماتت سنة خمس، والنبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة دومة الجندل، وابنها سعد بن عبادة معه.
ورواه البخاري أيضًا (٢٧٧٠) من وجه آخر عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن رجلا قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ أمه توفيت ... ".
والرجل المبهم هنا هو سعد بن عبادة كما سبق، وكما يأتي في الحديث الذي بعده. والمخرف: بستان من نخل، وهو يقع على النخل وعلى الرطب.
• عن أبي هريرة، أَنَّ رَجُلا قَالَ للنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّ أَبِي مَاتَ وَتَرَكَ مَالا وَلَمْ يُوصِ فَهَلْ يُكَفِّرُ عَنْهُ أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهُ قَالَ "نَعَمْ".