أبا هريرة يحدّث: سعيد بن العاص أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث: فذكره. ومن طريق أبي داود البيهقيّ في الكبرى (٦/ ٣٣٤).
ورواه البخاريّ في المغازي (٤٢٣٨) معلقًا عن الزبيدي، عن الزهري به.
وإسناده حسن من أجل إسماعيل بن عَيَّاش فإنه حسن الحديث في روايته عن أهل بلده، وهذا منها.
كذا في رواية الزبيدي: أنه لم يسهم له بدون شك، ولكن الثابت في كتب السير والمغازي أن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أعطى أبا هريرة وبعض الدوسيين من المغانم برضى الغانمين، كما أن في هذه الرواية أن أبا هريرة هو السائل أن يقسم له، وأن أبان هو الذي أشار بمنعه، وفي رواية الزبيدي أن أبان هو الذي سأل، وأن أبا هريرة هو الذي أشار بمنعه، وقد رجّح الذهلي رواية الزبيدي، ويؤيد ذلك وقوع التصريح في روايته بقول النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبان اجلس" ولم يقسم لهم، ويحتمل أن يجمع بينهما بأن يكون كل من أبان وأبي هريرة أشار أن لا يقسم للآخر، ويدل عليه أن أبا هريرة احتج على أبان بأنه قاتل ابن قوقل، وأبان احتج على أبي هريرة بأنه ليس ممن له في الحرب يد. يستحق بها النفل، فلا يكون فيه قلب. الفتح (٧/ ٤٩٢ - ٤٩٣).
قلت: ويجوز للإمام أن يعطي بعض الناس الذين لم يشاركوا القتال تطييبًا لخاطرهم وتأليفا لقلوبهم كما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جمع أصحاب السفينة جعفر وأصحابه. وكما أعطى أبا هريرة رضى الله عنه.
[١٠ - عطية العبيد يوم خيبر]
• عن عمير مولى آبي اللحم قال: شهدت خيبر مع سادتي، فكلموا فيّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكلموه أني مملوك، قال: فأمر بي، فقلدت السيف، فإذا أنا أجره، فأمر لي بشيء من خرثي المتاع، وعرضت عليه رقية كنت أرقي بها المجانين، فأمرني بطرح بعضها، وحبس بعضها.
وفي رواية: وأعطاني خرثي متاع ولم يسهم لي.
صحيح: رواه أبو داود (٢٧٣٠) والتِّرمذيّ (١٥٥٧) وابن ماجة (٢٨٥٥) والنسائي في الكبرى (٧٤٩٣) وصحّحه ابن حبَّان (٤٨٣١) والحاكم (١/ ٣٢٧) كلّهم من طرق عن محمد بن زيد، عن عمير مولى أبي اللحم فذكره.
وإسناده صحيح وذكر في بعض المصادر "حنين" بدل "خيبر".
وقوله: "خرثي المتاع": أثاث البيت كالقدر ونحوه.
١١ - باب إطعام النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - كل عشرة شاة يوم خيبر
• عن أبي ليلى قال: شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتح خيبر، فلمّا انهزموا وقعنا في