• عن عمر بن الخطاب: أنه دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المشربة التي كان قد اعتزل فيها نسائه حين آلى منهن، قال: وإنه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء، وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف، وإن عند رجليه قرظا مصبوبا، وعند رأسه أهب معلقة، فرأيت أثر الحصير في جنبه، فبكيت، فقال:"ما يبكيك؟ ". فقلت: يا رسول الله! إن كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنت رسول الله. فقال:"أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟ ". الحديث.
متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٩١٣)، ومسلم في الطلاق (٣١: ١٤٧٩) كلاهما من طريق سليمان بن بلال، أخبرني يحيى، أخبرني عبيد بن حنين، أنه سمع عبد الله بن عباس، يحدث، عن عمر بن الخطاب، فذكره في حديث طويل.
• عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"أخوف ما أخاف عليكم ما يُخرِج الله لكم من زهرة الدنيا". قالوا: وما زهرة الدنيا، يا رسول الله؟ قال:"بركات الأرض". قالوا: يا رسول الله! وهل يأتي الخير بالشر؟ قال:"لا يأتي الخير إلا بالخير، لا يأتي الخير إلا بالخير، لا يأتي الخير إلا بالخير، إن كل ما أنبت الربيع يَقتل أو يُلِمّ، إلا آكلة الخضر، فإنها تأكل حتى إذا امتدت خاصرتاها استقبلت الشمس، ثم اجترت، وبالت، وثلطت، ثم عادت، فأكلت، إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بحقه، ووضعه في حقه، فنعم المعونة هو، ومن أخذه بغير حقه، كان كالذي يأكل ولا يشبع".
متفق عليه: رواه البخاري في الرقاق (٦٤٢٧)، ومسلم في الزكاة (١٠٥٢ - ١٢٢) كلاهما من طريق مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، فذكره، واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري نحوه.
• عن أبان بن عثمان قال: خرج زيد بن ثابت من عند مروان بنصف النهار، قلت: ما بعث الله إليه هذه الساعة إلا لشيء يسأل عنه، فسألته، فقال: سألنا عن أشياء سمعناها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول: "من كانت الدنيا همه،