ابن مسعود؟ قال؟ قلت: نعم. قال: فاقرأ؟ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} قال: فقرأت: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (١) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} والذكر والأنثى. قال: فضحك، ثم قال: هكذا سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرؤها.
صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (٨٢٣: ٢٨٤) عن علي بن حجر السعدى، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن علقمة، قال: فذكره.
وقراءة ابن مسعود المذكورة في الروايات قراءة شاذة، رويت بإسناد صحيح، وكان يقرأ بها في الدور الأول عند الصحابة والتابعين، ثم وقع الإجماع على الاكتفاء بالقراءات المتواترة المشهورة، تجنبا من وقوع الاختلاف في القرآن، فلا يجوز لأحد الآن أن يقرأها في الصلاة ويتعبد بها، ولا أن يكتبها في المصحف.
• عن عبد الله بن الزبير قال: قال أبو قحافة لأبي بكر: يا بُنيَّ! إني أراك تعتق رقابا ضعافا، فلو أنك إذ فعلت ما فعلت أعتقت رجالا جُلْدا يمنعونك ويقومون دونك؟ قال: فقال أبو بكر: يا أبت، إني إنما أريد ما أريد لله عز وجل، قال: فيُتَحَدَّثُ ما نزل هؤلاء الآيات إلا فيه، وفيما قال له أبوه: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} إلي قوله: {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (١٩) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (٢٠) وَلَسَوْفَ يَرْضَى}. [الليل: ٥ - ٢١].
حسن: رواه عبد الله بن أحمد في زوائده على" فضائل الصحابة" لأبيه (٦٦)، وصحَّحه الحاكم (٢/ ٥٢٥) كلاهما من طريق محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن عبد الله بن أبي عتيق، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، ومن أجل شيخه محمد بن عبد الله بن أبي عتيق، ذكره ابن حبان في الثقات ووثقه الدارقطني، وقال الذهلي:"مقارب الحديث". والكلام عليه مبسوط في كتاب الفضائل.
• عن علي قال: كنّا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقعد، وقعدنا حوله، ومعه مِخْصَرَة، فنكّس فجعل ينكتُ بمخصرته، ثم قال:"ما منكم من أحد، ما من نفس منفوسة إلّا وقد كتب الله مكانها من الجنّة والنّار، وإلّا وقد كُتبتْ شقية أو سعيدة". قال: فقال رجل: يا رسول الله! أفلا نمكث على كتابنا، وندع العمل؟ فقال: "مَنْ كان من أهل السّعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، ومَنْ كان من أهل