قوله:{وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ} هو قتله القبطي من قوم فرعون.
وقوله:{وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} أي: الجاحدين لنعمتي وحق تربيتي في قصري لأن فرعون لم يكن يعرف ما الكفر بالله لأنه ادعى الربوبية والألوهية لنفسه، والمعنى الآخر: كنت كافرا بربوبيتي مع كل هذه النعم.
وقوله:{قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ} أي: قال موسى: الذي فعلت حينئذ كان من غير قصد، وكنت مخطئا في هذا فإني لم أصبر على الخصومة التي وقعت بين القبطي وبين الرجل الذي كان من بني إسرائيل.
وقوله:{وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} فيه إنكار من موسى عليه السلام على فرعون الذي يعُدُّ نعمته عليه، فقال له: لولا عبدتَ بني إسرائيل وقتلت أولادهم ما كانت أمي ترميني في البحر؛ فإن الذي حصل هو من أجل استعبادك بني إسرائيل وقتلك أولادهم.
فأي نعمة لك عليّ حتى تمنّها؛ لأن المقام مقام المناظرة، فلو اعترف موسى عليه السلام بالنعم التي يعدها فرعون لضعف موقفه، وأثّر ذلك في تبليغ رسالته؛ لأن فرعون قال بعد ذلك: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (٢٣) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (٢٤)} [الشعراء: ٢٣ - ٢٤].
واستمرت هذه المناظرة، وما حدثَ بعد خروج موسى مع بني إسرائيل من مصر من الحوادث من غرق فرعون وجنوده، ثم وصول موسى مع بني إسرائيل إلى أرض سيناء إلى الآيات رقم (٦٨).
أي: أن الله تعالى أخرج فرعون وجنوده مما كانوا فيه من النعيم والخيرات، وأعطى الله بني إسرائيل خيرات مثلها لم تكن لهم من قبل في مصر، فأورثهم أرض الشام المباركة، قال تعالى: