• عن أبي نملة الأنصاريّ أنه بينما هو جالس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعنده رجلٌ من اليهود، مُرَّ بجنازة، فقال: يا محمد، هل تتكلّم هذه الجنازة؟ فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "الله أعلم". قال اليهوديُّ: إنّها تتكلَّم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما حدَّثكم أهلُ الكتاب فلا تصدِّقوهم ولا تكذِّبوهم، وقولوا: آمنّا بالله ورُسُله، فإن كان باطلًا لم تصدِّقوه، وإن كان حقًّا لم تكذّبوه".
حسن: رواه أبو داود (٣٦٤٤) وأحمد (١٧٢٢٥)، وابن حبان (٦٢٥٧) كلهم من طريق الزّهريّ، قال: أخبرني ابن أبي نملة، أنّ أبا نملة الأنصاريّ أخبره، فذكره.
وابن أبي نملة اسمه نملة. لم أجد من ذكره بجرح أو تعديل، إلّا أن ابن حبان ذكره في كتابه "الثقات". وروى عنه جماعة.
وقد حسَّن الحافظ ابن حجر حديثَه هذا في الفتح (١٣/ ٣٣٤).
١٣ - باب قوله: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (٤٨)}
فيه تأكيد على أمية النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأن ما جاء به من الكتاب - وهو القرآن - لمن أعظم المعجزات، لأنه لم يكن يقرأ كتابا حتى يقول أحد: إن ما جاء كان من قبل. وما كان يكتب كتابا حتى يقول أحد: إنه نسخه من كتب الأولين، ونفي الأمرين - يعني الكتابة والقراءة - يؤكد على أميته - صلى الله عليه وسلم -.
قوله: {الْمُبْطِلُونَ} أي كفار مكة، وُصِفَ المكذبون بالمبطلين لأنهم كذّبوا مع انتفاء شبهة الكذب، فكان تكذيبهم باطلا.
١٤ - باب قوله: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (٤٩)}
أي هذا القرآن آيات واضحة وهو محفوظ في صدور العلماء، والله عز وجل قد يسّر عليهم تلاوته وحفظه وتفسيره وقد جاء في الصحيح:
• عن عياض بن حمار المجاشعي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ذات يوم في خطبته: "ألا إن ربي أمرني أن أعلّمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا ... " وقال: "إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء تقرؤه نائما ويقظان ... " الحديث.
صحيح: رواه مسلم في الجنة وصفة نعيمها (٢٨٦٥) من طرق عن معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن مطرف بن عبد الله بن الشخّير، عن عياض بن حمار المجاشعي فذكره.