- صلى الله عليه وسلم -: "ألا أُحدِّثُكم بأمر إن أخذتُم به أدركتم من سَبقَكم، ولم يُدرِككم أحد بعدَكم، وكنتم خير من أنتم بينَ ظهرانَيه، إلا مَن عَمِلَ مِثلَه، تُسبِّحُونَ وتَحمَدونَ وتُكبِّرون خلفَ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ"، فاختلَفْنا بَيننا: فقال بعضُنا: نُسبِّحُ ثلاثًا وثلاثين، ونحمدُ ثلاثًا وثلاثين، ونكبِّرُ أربعًا وثلاثين. فرجعتُ إليه، فقال: تقول سبحانَ الله، والحمدُ لله، واللهُ أكبر، حتى يكونَ منهنَّ كلّهنَّ ثلاثٌ وثلاثون".
متفق عليه: رواه البخاري في الأذان (٨٤٣)، ومسلم في المساجد (٥٩٥) كلاهما من طريق معتمر، عن عبيد الله، عن سُمَيٍّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره، واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه، وفيه: "جاء فقراء المهاجرين". والكلام على عدد الثلاث والثلاثين مبسوط في الصلاة.
• عن ابن عباس قال: أمره أن يُسَبِّحَ في أدبار الصلوات كلها، يعني قوله تعالى:{وَأَدْبَارَ السُّجُودِ}.
صحيح: رواه البخاري في التفسير (٤٨٥٢) عن آدم، حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، قال ابن عباس: فذكره.
قوله:{يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ} أي: تنشق القبور من أصحابها يوم القيامة، فيخرجون منها، وأول من ينشق عنه القبر هو نبينا - صلى الله عليه وسلم -، كما جاء في الصحيح.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشَفَّع".
صحيح: رواه مسلم في الفضائل (٢٢٧٨) عن الحكم بن موسى أبي صالح، حدثنا هقل - يعني ابن زياد -، عن الأوزاعي، حدثني أبو عمار، حدثني عبد الله بن فروخ، حدثني أبو هريرة، قال: فذكره.
وقوله:{ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ} أي: إخراج الناس من قبورهم وإحياؤهم بعد موتهم وإعادتهم وجمعهم للحساب والجزاء سهل علينا ويسير عندنا، قال تعالى:{وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ}[القمر: ٥٠] وقال تعالى: {مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ}[لقمان: ٢٨] وذلك بقوله: "كن" كما قال تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}[يس: ٨٢].