• عن عبد الله بن مسعود قال: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو الصادق المصدوق، قال:"إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله ملكا، فيؤمر بأربع كلمات، ويقال له: اكتب عمله ورزقه وأجله وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح ... " الحديث.
متفق عليه: رواه البخاري في بدء الخلق (٣٢٠٨) وفي القدر (٦٥٩٤)، ومسلم في القدر (٢٦٤٣) كلاهما من طريق الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الله بن مسعود، قال: فذكره، واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.
• عن ابن عباس قال: صارت الأوثانُ التي كانت في قوم نوح في العرب بعد؛ أما ودٌّ فكانت لكلب بدومة الجندل، وأما سُواع كانت لهذيل، وأما يغوث فكانت لمراد ثم لبني غطيف بالجوف عند سبأ، وأما يعوق فكانت لهمدان، وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي الكلاع، أسماءُ رجالٍ صالحينٍ من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا، وسموها بأسمائهم ففعلوا، فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك، وتنسخ العلم عُبِدتْ.
صحيح: رواه البخاري في التفسير (٤٩٢٠) عن إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشام، عن ابن جريج، وقال عطاء: عن ابن عباس، فذكره.
وقوله:"وقال عطاء" يعني ابن أبي رباح، وليس هو عطاء الخراساني، لأنه لم يلق ابن عباس، فيكون فيه انقطاع، ثم ابن جريج لم يسمع تفسير الخراساني، وإنما أخذه من ابنه عثمان مناولة، كما نبَّه على ذلك علي ابن المديني.
ذكر صالح بن أحمد بن حنبل في "العلل" عن علي بن المديني قال: سألت يحيى القطان عن حديث ابن جريج، عن عطاء الخراساني، فقال: ضعيف. فقلت: إنه يقول: أخبرنا. قال:"لا شيء، إنما هو كتاب دفعه إليه".
فجعل البخاري أنه عطاء بن أبي رباح، وكون عبد الرزاق وغيره رووا هذا التفسير عن ابن جريج، عن عطاء الخراساني لا يمنع أن يحدث به أيضا عطاء بن أبي رباح، والبخاري - رحمه الله - الذي اشتهر بالتحري وتشدده في الاتصال لا يخفى عليه ذلك.