قال: فردني إليه مروان قال: أتجعل مقدم الفم مثل الأضراس؟ فقال ابن عباس: لو لم تعتبر ذلك إِلَّا بالأصابع، عقلها سواء".
قال مالك: الأمر عندنا أن مقدم الفم والأضراس والأنياب عقلها سواء. وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "في السن خمس من الإبل، والضرس سن من الأسنان، لا يفضل بعضها على بعض". انتهى.
[١٣ - باب السوط والعصا خطأ شبه العمد]
• عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب يوم فتح مكة، فكبّر ثلاثًا ثمّ قال: "لا إله إِلَّا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ألا إن كل مأثرةٍ كانت في الجاهليّة تذكر وتُدعى من دم، أو مال تحت قدمَيَّ، إِلَّا ما كان من سقاية الحاج، وسدانة البيت". ثمّ قال: "ألا إن دية الخطأ شبه العمد ما كان بالسوط والعصا مائة من الإبل، منها أربعون في بطونها أولادها".
حسن: رواه أبو داود (٤٥٤٧) وابن ماجة (٢٦٢٧) والدارقطني (٣/ ١٠٤ - ١٠٥) وابن الجارود (٧٧٣) وصحّحه ابن حبَّان (٦٠١١) كلّهم من طرق عن خالد الحذاء، عن القاسم بن ربيعة، عن عقبة بن أوس، عن عبد الله بن عمرو فذكره واللّفظ لأبي داود. واختصره البعض.
وهذا إسناد حسن من أجل عقبة بن أوس الدوسي فإنه حسن الحديث.
ولكن رواه ابن ماجة (٢٦٢٧) والنسائي (٤٧٩١) وأحمد (٦٥٣٣) كلّهم من حديث شعبة، عن أيوب، سمعت القاسم بن ربيعة يحدث عن عبد الله بن عمرو فذكره مختصرًا.
فأسقط أيوب من الإسناد "عقبة بن أوس".
فلعل القاسم بن ربيعة سمع الحديث من الوجهين، فإن ابن عمرو وعقبة بن أوس، ويقال يعقوب بن أوس من شيوخه وهو ثقة.
وللحديث أسانيد أخرى ذكرها النسائيّ والدارقطني وغيرهما، إِلَّا أن الصَّحيح منها لا يضره
اختلاف الأسانيد كما هو مقرر في أصول الحديث. وبالله التوفيق
وأمّا ما رواه أبو داود (٤٥٤٩) وابن ماجة (٢٦٢٨) والنسائي (٤٧٩٩) والدارقطني (٣/ ١٠٥) كلّهم من حديث عليّ بن زيد، عن القاسم بن ربيعة، عن ابن عمر، عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - بمعناه كما قال أبو داود قال: خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح أو فتح مكة على درجة البيت أو الكعبة كذا عند أبي داود.
وجاء فيه: "ألا إن قتيل الخطأ قتيل السوط والعصا، فيه مائة إبل. منها أربعون خِلفة في بطونها أولادها" فهو ضعيف.
عليّ بن زيد بن جدعان ضعيف لا يحتج به، وخاصة إذا خالف.
فإنه جعل الحديث من مسند عبد الله بن عمر بن الخطّاب، والصحيح أنه من مسند عبد الله بن