للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن مسعود". وقال أبو داود: "هذا مرسل، عون لم يدرك عبد الله". وأعله أيضًا البخاريّ بالإرسال "التاريخ الكبير" (١/ ٤٠٥).

قلت: عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود وإن كان ثقة عابدًا، إِلَّا إنه كان كثير الإرسال، وعبد الله بن مسعود الصحابي الجليل هو عم أبيه.

وكذلك ما رُوي عن جبير بن مطعم فرواه البزّار "كشف الأستار" (٥٣٧) من طريق عبد العزيز بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن جده أن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في ركوعه: "سبحان ربي العظيم" ثلاثًا، وفي سجوده: "سبحان ربي الأعلى" ثلاثًا.

قال البزّار: "لا نعلمه يروى عن جبير إِلَّا من هذا الوجه، وعبد العزيز بن عبيد الله صالح الحديث، وليس بالقويّ، وقد روى عنه أهل العلم واحتملوا حديثه" مسند البزّار (٣٤٤٧)، وعزاه الهيثميّ إلى الطبرانيّ في الكبير أيضًا.

وكذلك لم يصح قول أنس: ما صلَّيْتُ وراء أحد بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى - يعني عمر بن عبد العزيز - قال: فحزرنا في ركوعه عشر تسبيحات، وفي سجوده عشر تسبيحات.

رواه أبو داود (٨٨٨)، والنسائي (١١٣٥) كلاهما من طريق وهب بن مأنوس، قال: سمعت سعيد بن جبير، يقول: سمعتُ أنس بن مالك فذكره.

وفي إسناده وهب بن مأنوس "مستور"، ومن طريقه رواه أيضًا أحمد (١٢٦٦١).

فمن أخذ بهذه الأحاديث قال: من السنة أن لا يُسَبِّح أقل من ثلاث مرات، وإليه يشير الترمذيّ عقب قول ابن مسعود: والعمل على هذا عند أهل العلم، يستحبون أن لا ينقص الرّجل في الركوع والسجود من ثلاث تسبيحات. ورُوي عن عبد الله بن المبارك قال: أستحبُّ للإمام أن يُسبِّح خمس تسبيحات، لكي يدرك من خلفه ثلاث تسبيحات. وهكذا قال إسحاق بن إبراهيم".

ومن رأى أن هذه الأحاديث معارضة للأحاديث الصحيحة بأن ركوعه وسجوده كان بقدر قيامه لم يأخذ بهذه الأحاديث، وجعل الأصل في ذلك بلا محدود. والصحيح الجمع بين هذه الأحاديث فأقل التسبيح والتحميد هو الثلاث، وأكثره لا حد فيه. وبالله التوفيق.

[٢٦ - باب ما جاء من أدعية الركوع والسجود]

• عن عبد الله بن عباس قال: بِتُّ عند خالتي ميمونة بنت الحارث، وبات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندها فرأيتُه قام لحاجته، فأتى القرية فحل شناقَها، ثمّ توضأ وضوءًا بين الوضوئين، ثمّ أتى فراشه فنام، ثمّ قام قومة أخرى، فأتى القربة فحلَّ شناقها، ثمّ توضأ وضوءًا هو الوضوء، ثمّ قام فصلَّى، وكان يقول في سجوده: "اللَّهُمَّ اجعل في قلبي نورًا، واجعل في سمعي نورًا، واجعل في بصري نورًا، واجعل من تحتي

<<  <  ج: ص:  >  >>