٣١ - باب ترك استلام الركنين اللذين يليان الحِجر
• عن عائشة، أنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ قَوْمَكِ حِينَ بَنَوا الْكَعْبَةَ اقْتَصَرُوا عَنْ قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ". قَالَت: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَفَلا تَرُدُّهَا عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيم؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَولا حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ لَفَعَلْتُ".
قَالَ: فَقَالَ عبد الله بْنُ عُمَرَ: لَئِنْ كَانَتْ عَائِشَةُ سَمْعَتْ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا أُرَى رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - تَرَكَ اسْتِلامَ الرُّكْنَيْنِ اللَّذَيْنِ يَلِيَانِ الْحِجْرَ إِلا أَنَّ الْبَيْتَ لَمْ يُتَمَّمْ عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ.
متفق عليه: رواه مالك في الحج (١٠٩) عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، أن عبد الله بن محمد بن أبي بكر الصّديق أخبر عبد الله بن عمر، عن عائشة فذكرته. ورواه البخاريّ في الحجّ (١٥٨٣)، ومسلم في الحج (١٣٣٣: ٣٩٩) كلاهما من طريق مالك به إلّا أنّ مسلمًا اختصره.
والحِجْر -بكسر الجيم-: هو الموضع المسمى بالحطيم.
• عن ابن عمر أَنَّهُ أُخْبِرَ بِقَوْلِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا إِنَّ الْحِجْرَ بَعْضُهُ مِن الْبَيْتِ فَقَالَ ابْنُ عُمَر: وَاللهِ! إِنِّي لأَظُنُّ عَائِشَةَ إِنْ كَانَتْ سَمِعَتْ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِنِّي لأَظُنُّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَتْرُك اسْتِلامَهُمَا إِلا أَنَّهُمَا لَيْسَا عَلَى قَوَاعِدِ الْبَيْتِ، وَلا طَافَ النَّاسُ وَرَاءَ الْحِجْرِ إِلا لِذَلِكَ.
صحيح: رواه أبو داود (١٨٧٥) عن مخلد بن خالد، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهريّ، عن سالم، عن ابن عمر، فذكره.
• عن عبد الله بن عباس، قال: ما طاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيء إلّا وهو من البيت.
صحيح: رواه أبو يعلى (٢٥٦٦) عن زهير، حدّثنا بشر بن السّري، حدّثنا سيف بن سليمان، عن عبد الله بن يسار، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده صحيح، وحسّنه الهيثميّ في "المجمع" (٣/ ٢٤٧).
• عن ابن عباس، قال: الحجر من البيت؛ لأنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طاف بالبيت من ورائه، وقال الله: {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} [سورة الحج: ٢٩].
حسن: رواه ابن خزيمة (٢٧٤٠)، والبيهقيّ (٥/ ٩٠) كلاهما من حديث سفيان، عن هشام بن حجير، عن طاوس، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل هشام بن حجير وهو المكيّ مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
قالت عائشة: ما أُبالي صليت في الحجر أو في البيت.