٤٨ - باب ما جاء أنّ الطواف توٌّ والسّعي توٌّ
• عن جابر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الاسْتِجْمَارُ تَوٌّ، وَرَمْيُ الْجِمَارِ تَوٌّ، وَالسَّعْيُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ تَوٌّ، وَالطَّوَافُ تَوٌّ، وَإِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَجْمِرْ بِتَوّ".
صحيح: رواه مسلم في الحج (١٣٠٠) عن سلمة بن شبيب، حدّثنا الحسن بن أعين، حدّثنا معقل (وهو ابن عبيد الله الجزريّ)، عن أبي الزبير، عن جابر، فذكره.
قوله: "توٌّ" التَّوُّ: بفتح التاء المثناة فوق، وتشديد الواو، وهو الوتر.
وأمّا ما رُوي عن سعد بن مالك، قال: طفنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمنا من طاف سبعًا، ومنا من طاف ثمانيًا، ومنا من طاف أكثر من ذلك. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا حرج" فهو ضعيف.
رواه الإمام أحمد (١٦٠٣) عن سريج بن النعمان، حدّثنا أبو شهاب، عن الحجاج، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن سعد بن مالك، فذكره.
والحجاج هو ابن أرطاة مدلس، وقد عنعن. ومجاهد لم يسمع من سعد بن مالك فيه انقطاع مع الضّعف.
٤٩ - باب لكلِّ سبعة أشواط ركعتان
• عن ابن عمر: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا طَافَ فِي الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ أَوَّلَ مَا يَقْدَمُ فَإِنَّهُ يَسْعَى ثَلاثَةَ أَطْوَافٍ بِالْبَيْتِ، ثُمَّ يَمْشِي أَرْبَعَةً، ثُمَّ يُصَلِّي سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ يَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الحج (١٦١٦)، ومسلم في الحج (١٢٦١: ٢٣١) كلاهما من طريق موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره، واللفظ لمسلم.
وقال البخاريّ أيضًا: قال إسماعيل بن أمية، قال: قلت للزهري: "إنّ عطاءٌ يقول: تجْزئه المكتوبة من ركعتي الطواف؟ فقال: السنة أفضل، لم يطف النبيّ - صلى الله عليه وسلم - سُبوعًا قطّ إلّا صلّى ركعتين".
هكذا رواه الإمام البخاريّ معلقًا ومرسلًا، قال الحافظ في "الفتح" (٣/ ٤٨٥): "وصله ابن أبي شيبة مختصرًا قال: حدّثنا يحيى بن سليم، عن إسماعيل بن أمية، عن الزهري، قال: مضت السنة أن مع كلّ أسبوع ركعتين" ووصله عبد الرزاق عن معمر، عن الزهري، بتمامه.
٥٠ - باب استحباب صلاة ركعتي الطواف خلف المقام، والقراءة فيهما بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)}، {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١)}
• عن ابن عمر، قال: قَدِمَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَطَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعً وَصَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّفَا وَقَدْ قَالَ الله تَعَالَى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}