للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولم يخبر عن ذلك فلا تنافي بين الحديثين البتة" "زاد المعاد" (١/ ٣١٢).

كما أن هذا لم يكن من دأبه - صلى الله عليه وسلم - فإنه قلما يداومُ عليها كما رواه إسرائيل، عن أبي إسحاق. "البيهقي" (٢/ ٥١).

ومما يقوي صحة هذا الحديث قول حبيب بن ثابت في آخر حديث ابن ماجه: "يا أبا إسحاق! ما أحب أن لي بحديثك هذا ملء مسجدك هذا ذهبًا".

وأما اختصار الحديث وتطويله فاختلف أصحابه كما بوّب عليه النسائي بقوله: "ذكر اختلاف الناقلين عن أبي إسحاق" فما رواه من أصحابه الذين كثرت ملازمتهم له فهو مقبول، وما رواه من أصحابه الذين لم تكثر ملازمنهم له، وهو مخالف لغيرهم فهو مردود وشاذ.

ولعل مما انفرد به حصين بن عبد الرحمن عنه ما رواه النسائي عن محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا حصين بن عبد الرحمن، عن أبي إسحاق عنه وقال في آخره: ويجعل التسليم في آخره".

والثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يُسلم بعد كل ركعتين، وهو الذي يرويه غيره من أصحاب أبي إسحاق.

[٥ - باب ما جاء في تأكيد ركعتي الفجر]

• عن عائشة قالت: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشدَّ منه تعاهدًا على ركعتي الفجر.

متفق عليه: رواه البخاري في التهجد (١١٦٩)، ومسلم في المسافرين (٧٢٤/ ٩٤) كلاهما من طريق يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، قال: حدثني عطاء، عن عبيد بن عمير، عن عائشة فذكرته.

وفي رواية حفص عن ابن جريج به قالت: ما رأيت رسول الله له في شيء من النوافل أسرع منه إلى الركعتين قبل الفجر، رواه مسلم عن ابن نمير عنه.

ورواه ابن خزيمة (١١٠٨) عن عبد الله بن سعيد الأشج، قال: حدثنا حفص - يعني ابن غياث - به وزاد فيه: "ولا إلى غنيمة".

• عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها"

صحيح: رواه مسلم في المسافرين (٧٢٥) من طريق أبي عوانة، عن قتادة، عن زُرَارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة فذكرته.

وفي رواية: "لهما أحبُّ إليَّ من الدُّنيا جميعًا".

وأما ما روي عن أبي هريرة "لا تدعوا ركعتي الفجر، ولو طردتكم الخيل" فهو ضعيف، رواه أبو داود (١٢٥٨)، وأحمد (٩٢٥٣ و ٩٢٥٨) وفيه ابن سيلان وهو مجهول الحال، قال ابن

<<  <  ج: ص:  >  >>