[١٠ - باب فضل صلاتي الصبح والعصر في الجماعة]
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار. ويجتمعون في صلاة العصر، وصلاة الفجر. ثمّ يَعْرُج الذين باتوا فيكم. فيسألُهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يُصلون".
متفق عليه: رواه مالك في قصر الصّلاة (٨٢) عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة فذكر مثله.
ورواه البخاريّ في مواقيت الصّلاة (٥٥٥) عن عبد الله بن يوسف، ومسلم في المساجد (٦٣٢) عن يحيى بن يحيى، كلاهما عن مالك به مثله.
• عن جرير بن عبد الله يقول: كنا جلوسًا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدْر، فقال: "أما إنكم سترون ربّكم كما ترون هذا القمر. لا تُضامُّون في رؤيته. فإن استطعتم أن لا تُغلبوا على صلاة قبل طلوع الشّمس وقبل غروبها" يعني العصر والفجر. ثمّ قرأ جرير: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} [طه: ١٣٠].
متفق عليه: رواه البخاريّ في مواقيت الصّلاة (٥٥٤)، ومسلم في المساجد (٦٣٣) كلاهما من حديث مروان بن معاوية الفزاريّ، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، حَدَّثَنَا قيس بن أبي حازم، قال: سمعت جرير بن عبد الله فذكر مثله.
وقوله: "لا تُضامُّون" - بضم أوله وتشديد الميم - أي لا ينضم بعضكم إلى بعض، ولا يقول: أرنيه. بل كل ينفرد برؤيته.
وقوله: "فإن استطعم" - شرط، وجزاؤه ساقط وتقديره: فافعلوا.
وفي رواية عند مسلم: "أما إنكم ستعرضون على ربّكم فترونه كما ترون هذا القمر" رواه عن أبي بكر بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا عبد الله بن نمير وأبو أسامة ووكيع بهذا الإسناد. وقال: ثمّ قرأ. ولم يقل: جرير. انتهى.
وقوله: "فترونه كما ترون هذا القمر"، أي: ترونه رؤية محققة لا شك فيها ولا مشقة، كما ترون هذا القمر رؤية محققة بلا مشقة. فهو تشبيه للرؤية بالرؤية، لا المرئي بالمرئي. والرؤية مختصة بالمؤمنين، وأمّا الكفار والمنافقون فلا يرونه وعليه جمهور أهل السنة. أفاده النوويّ.
• عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من صلَّى البَرْدَين دخل الجنّة".
متفق عليه: رواه البخاريّ في المواقيت (٥٧٤)، ومسلم في المساجد (٦٣٥) كلاهما عن هُدْبة ابن خالد، حَدَّثَنَا همام بن يحيى، حَدَّثَنِي أبو جمرة الضُّبَعيُّ، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه فذكر مثله.