للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولا يتابع على أكثره". ولعلَّ هذا منه، فإنه وقع في الإسناد اضطراب كما ترى.

[٢٣ - باب ما جاء في إفطار الحامل والمرضع]

• عن أنس بن مالك القشيري الكعبيّ، أنه أتى النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة وهو يتغدّي، فقال له النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -: "هلمَّ إلى الغداء". فقال: إنِّي صائم. فقال له النَّبِيّ: "إنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ وضع للمسافر الصوم وشطر الصّلاة، وعن الحبلى والمرضع".

حسن: رواه النسائيّ (٢٣١٥)، والبيهقي (٤/ ٢٣١) كلاهما من حديث وهيب، عن عبد الله بن سوادة القشيري، عن أبيه، عن أنس بن مالك رجل منهم (وهو غير خادم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم)، فذكر الحديث.

وإسناده حسن، وهيب هو ابن خالد بن عجلان من رجال الشّيخين.

وسوادة والد عبد الله هو ابن الحنظلة القشيري من رجال مسلم. قال عنه أبو حاتم: شيخ.

وخالفه أبو هلال الراسبي، فرواه عن عبد الله بن سوادة، عن أنس بن مالك الكعبي القشيريّ، ولم يذكر فيه "عن أبيه".

ومن هذا الوجه أخرجه أبو داود (٢٤٠٨)، والتِّرمذيّ (٧١٥)، وابن ماجة (١٦٦٧)، وأحمد (١٩٠٤٧)، وابن خزيمة (٢٠٤٤)، والبيهقي.

ولفظه: أغارت علينا خيل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانتهيت. أو فانطلقت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يأكل، فقال: "ادن فكل". قلت: إني صائم. قال: "اجلس أحدثك عن الصوم أو الصائم" فذكر الحديث.

قال: والله! لقد قالهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلاهما أو أحدهما، فيا لهف نفسيّ، هلّا كنتُ طعمتُ من طعام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وإسناده حسن فإنَّ أبا هلال هو: محمد بن سليم مختلف فيه غير أنه حسن الحديث، وعبد الله ابن سوادة روى عن أنس، كما رُوي عن أبيه، عن أنس، وكلاهما محفوظ.

وللحديث طرق أخرى غير أن ما ذكرته هو أصحها.

وقد رُوي عن أبي أمية، كما قال الترمذيّ إِلَّا أنه لا يصح عنه، وحكم عليه الفسوي في "التاريخ" (٢/ ٤٦٨) بالاضطراب.

ورجَّح أبو حاتم بأنه عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك الكعبي. انظر "العلل" (١/ ١٥٨).

ويقول في موضع آخر: والصحيح ما يقوله أيوب السختيانيّ، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك القشيري "العلل" (١/ ٢٦٦).

قال الترمذيّ: "حديث أنس بن مالك الكعبي حديث حسن، ولا نعرف لأنس بن مالك هذا عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - غير هذا الحديث الواحد، والعمل على هذا عند أهل العلم.

وقال بعض أهل العلم: الحامل والمرضع تُفطران وتقضيان. وبه يقول سفيان، ومالك،

<<  <  ج: ص:  >  >>