عبد الله بن أبي بكر فلزمه، فقال: لا والله لا أدعك حتى تعطيني كفيلا فأعطاه كفيلا. ثم خرج إلى أُحد، ثم رجع أبي بن خلف فمات بمكة من جراحته التي جرحه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين بارزه، وظهرت الروم على فارس يوم الحديبية، وذلك عند رأس سبع سنين من مناحبتهم.
• عن مسروق قال: بينما رجل يحدث في كندة فقال: يجيء دخان يوم القيامة، فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم، يأخذ المؤمن كهيئة الزكام، ففزعنا، فأتيت ابن مسعود وكان متكئا، فغضب فجلس، فقال: من علم فليقل، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم: لا أعلم فإن الله قال لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ}[سورة ص: ٨٦] وإن قريشا أبطئوا عن الإسلام، فدعا عليهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال:"اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف"، فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها وأكلوا الميتة، والعظام، ويرى الرجل ما بين السماء والأرض كهيئة الدخان، فجاءه أبو سفيان، فقال: يا محمد، جئت تأمرنا بصلة الرحم، وإن قومك قد هلكوا فادع الله فقرأ {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} إلى قوله: {عَائِدُونَ}[سورة الدخان: ١٠ - ١٥] أفيكشف عنهم عذاب الآخرة إذا جاء ثم عادوا إلى كفرهم فذلك قوله تعالى: {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ}[الدخان: ١٦] يوم بدر و {لِزَامًا}[سورة الفرقان: ٧٧] يوم بدر {الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ} إلى {سَيَغْلِبُونَ} والروم قد مضى.
متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٧٧٤)، ومسلم في صفة القيامة (٢٧٩٨) كلاهما من طريق منصور والأعمش، عن أبي الضحى مسلم بن صبيح، عن مسروق قال: فذكره. واللفظ للبخاري ولفظ مسلم نحوه.
• عن عبد الله بن مسعود قال: خمس قد مضين: الدخان، واللزام، والروم، والبطشة، والقمر.
متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٧٦٧)، ومسلم في صفة القيامة (٢٧٩٨: ٤١) كلاهما من طريق الأعمش، عن أبي الضحى مسلم بن صبيح، عن مسروق، عن عبد الله فذكره. واللفظ لمسلم ولفظ البخاري نحوه. وهذا مختصر لما مضى من الحديث الطويل؛ فإن بعض الرواة اختصروا كلامه، فذكروا هذه الخمسة بدون تفصيل.