حذيفة من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وإما أخبره أبو بكر- أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل".
وذكر فيه أشياء أخرى، هذا هو الإسناد الأول، وفيه ليث بن أبي سُليم وهو صدوق اختلط أخيرا، ولم يتميز حديثه فترك، وشيخه أبو محمد مجهول، وقد أشار إلى ذلك الهيثمي في المجمع (١٠/ ٢٢٤).
والإسناد الثاني من وجه آخر عن ليث بن أبي سليم، عن أبي محمد، عن معقل بن يسار قال: حدثني أبو بكر عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فذكر مثله. وفيه مع ليث بن أبي سليم وشيخه أبي محمد، شيخ أبي يعلى عمرو بن الحصين متروك، وبه أعله الهيثمي.
والإسناد الثالث (٦٠، ٦١) من وجه آخر عن ليث بن أبي سليم، عن أبي محمد، عن معقل بن يسار قال: شهدت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مع أبي بكر -أو قال: حدثني أبو بكر- عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: وهذا أحد ألفاظه: "الشرك أخفى فيكم من دبيب النمل " ثم قال: "ألا أدلك على ما يذهب عنك صغير ذلك وكبيره؟ قل: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك مما لا أعلم" وفيه أيضًا ليث بن أبي سليم، وشيخه أبو محمد.
قال ابن الجوزي في العلل المتناهية (٢/ ٣٣٩): "هذا الحديث رواه ليث بن أبي سُليم عن أبي محمد شيخ له، عن حذيفة، عن أبي بكر، وتارة يقول: عن أبي محمد، عن معقل بن يسار، وتارة يقول: عن عثمان، عن رفيع، عن معقل بن يسار عن أبي بكر. قال أحمد: "ليث مضطرب الحديث"، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: "لا نشتغل به". وأطال في إعلاله.
وفي معناه ما روي أيضًا عن عائشة، وابن عباس وفي إسنادهما مقال، إلا أن كثرة الشواهد تدل على أن له أصلا، فيجب على المسلم أن يخاف من الشرك الأصغر والخفي وهو الرياء.
٣١ - باب ذمّ الشح والجبن
• عن جابر بن عبد اللَّه، أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم"
صحيح: رواه مسلم في البر والصلة (٢٥٧٨: ٥٦) عن عبد اللَّه بن مسلمة بن قعنب، حدّثنا داود يعني ابن قيس، عن عبيد اللَّه بن مقسم، عن جابر، فذكره.
• عن أبي هريرة قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "شر ما في رجل شح هالع وجبن خالع"
صحيح: رواه أبو داود (٢٥١١)، وأحمد (٨٠١٠، ٨٢٦٣)، وابن حبان (٣٢٥٠)، والبيهقي (٩/ ١٧٠) كلهم من طرق عن موسى بن عُلي بن رباح، عن أبيه، عن عبد العزيز بن مروان، عن