قراءته كقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} [المائدة: ٦].
والاستعاذة الاحتراز من معارضة الشيطان قارئ القرآن في حال قراءته، ولذا الإتيان بها قبل القراءة أولى من الاستعاذة بعدها.
وأما صيغ التعوذ فيكفي أن تقول: أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم، وله صيغ أخرى ولكن في أسانيدها مقال.
٤ - باب الحثّ على تعلّم القرآن وتعليمه
• عن عثمان بن عفان عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "خيركم من تعلَّمَ القرآن وعلَّمه". وفي لفظ: "إن أفضلكم من تعلَّم القرآن وعلَّمه".
صحيح: رواه البخاريّ في فضائل القرآن (٥٠٢٧) عن حجاج بن منهال، حدّثنا شعبة، قال: أخبرني علقمة بن مرثد، سمعت سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان، فذكره.
والرّواية الأخرى رواها البخاريّ في فضائل القرآن (٥٠٢٨) عن أبي نعيم، حدّثنا سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان بن عفان، فذكره.
ورواه الطبرانيّ في الكبير (١٠/ ٢٠٠) من طريق عاصم بن بهدلة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عبد اللَّه بن مسعود، فذكر مثله مرفوعًا.
وقوله: "عبد اللَّه بن مسعود" خطأ، والصواب أنه من مسند "عثمان بن عفان" كما قال الدارقطني في العلل (٣/ ٥٩).
• عن أبي أمامة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "خياركم من تعلَّمَ القرآن وعلَّمه".
حسن: رواه الطبرانيّ في الكبير (٨/ ٣٠٣) عن محمد بن محمد التمار البصري، ثنا علي بن أبي طالب البزاز، ثنا موسى بن عمير، عن الشعبي، عن أبي أمامة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل علي بن أبي طالب البزاز، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٦/ ١٨٤): "علي بن حماد البزاز: هو علي بن أبي طالب البزاز البصري أبو الحسن، سئل أبي عنه فقال: "بصري صدوق".
وأما الهيثمي فقال في "المجمع" (١/ ١٦٧): "فيه علي بن أبي طالب البزاز، ضعَّفه يحيى بن معين وابن عدي".
قلت: اعتمد الهيثمي على "الميزان" تضعيف ابن معين له مع أن فيه: "ليس بشيء" وللعلماء في قول ابن معين: ليس بشيء معنيان:
أحدهما: ضعيف. والثاني: أحاديثه قليلة كما بيّنتُ ذلك في كتابي "دراسات في الجرح والتعديل".
فقول ابن معين هنا يُحمل على المعنى الثاني ليتفق قوله مع قول أبي حاتم.