١٨ - باب في حمل جبريل عليه السلام السّلاح
• عن عائشة، قالت: "لما رجع النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- من الخندق ووضع السّلاح، واغتسل، أتاه جبريل عليه السّلام، فقال: قد وضعتَ السِّلاح؟ واللَّه ما وضعناه، فاخرجْ إليهم. قال: "فإلى أين؟ ". قال: هاهنا، وأشار إلى بني قريظة، فخرج النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إليهم".
صحيح: رواه البخاريّ في المغازي (٤١١٧) عن عبد اللَّه بن أبي شيبة، حدّثنا ابن نمير، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، فذكرت مثله.
ورواه أيضًا في الجهاد (٢٨١٣) من طريق عبدة، عن هشام، وفيه: "فأتاه جبريل وقد عصب رأسه الغبار".
وفي حديث زكريا بن يحيى، عن عبد اللَّه بن نمير "فأتاه جبريل عليه السّلام، وهو ينفض رأسه من الغبار". بقية هذا الحديث سيأتي في المغازي.
[١٩ - باب ما جاء في موكب جبريل]
• عن أنس، قال: "كأنّي أنظر إلى الغبار ساطعًا في زقاق بني غنم، موكب جبريل حين سار رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى بني قريظة".
صحيح: رواه البخاريّ في المغازي (٤١١٨) عن موسى: حدثنا جرير بن حازم، عن حُميد بن هلال، عن أنس، فذكره.
وموسى هو: ابن إسماعيل التّبوذكيّ كما صرّح به في كتاب بدء الخلق (٣٢١٤)، فرواه عنه عن جرير، ورواه أيضًا عن إسحاق -وهو ابن راهوية- عن وهب بن جرير، عن أبيه، عن حميد بن هلال.
واقتصر على قوله: "كأنّي أنظرُ إلى غبار ساطع في سكّة بني غَنْم".
وقال: زاد موسى: "موكب جبريل". يعني أنه علق هنا "موكب جبريل"، ووصله في المغازي عنه كما رأيت.
وبنو غنم: بطن من الخزرج وهم: بنو غنم بن مالك بن النّجّار.
وقوله: "موكب جبريل" الموكب نوع من السير، وجماعة الفرسان، أو جماعة ركاب يسيرون برفق.
٢٠ - باب ما جاء من بشارة جبريل بأنّ الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة
• عن حذيفة قال: أتيت النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فصليتُ معه المغرب، فصلى حتى صلّى العشاء ثم انتقل فتتبعتُه، فسمع صوتي فقال: "من هذا؟ حذيفة؟ ". قلت: نعم، قال: "ما حاجتُك غفر اللَّه لك ولأمِّك". قال: "إن هذا ملك لم ينزل الأرض قطّ قبل هذه اللّيلة، استأذن ربّه أن يُسلم عليَّ ويُبشرني بأنّ فاطمة سيدة نساء أهل