قلت: ومن هذا الوجه أخرجه أيضًا كل من ابن قانع في معجم الصّحابة" (٧١١)، وأبي نعيم في "معرفة الصحابة" (٦٧٢٥) ولكن الذي عند البزار: سعيد بن محمد، عن عبثر، وأظن أنه خطأ. وإنما هو سعيد بن عمرو الأشعثي وهو من رجال مسلم.
قال البزار: لا نعلم روى أبو الجعد إلا هذا، وآخر.
قلت: الحديث الآخر هو ما رواه أصحاب السنن وصحّحه ابن خزيمة وابن حبان وغيرهما وهو من الترهيب "من ترك صلاة الجمعة"، وسيأتي تخريجه، ولكن يُعكر هذا ما قاله البخاري كما في "الإصابة" (٤/ ٣٢) بأنه لا يعرف لأبي الجعد إلا الحديث المذكور أعني الترهيب من ترك الجمعة، فهل حديث الباب لم يقف عليه؟ أو يرى أنه لا يَصح. والله تعالى أعلم.
وأما أبو الجعد فإنه قد اختلف في اسمه، ولكن ثبتت صحبته.
قال البغوي: سكن المدينة، وكانت له دار في بني ضمرة.
وقال ابن البرقي: قتل مع عائشة في وقعة الجمل.
وفي معناه ما رُوي عن عبد الله بن عمر مرفوعا: لا تُشدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد الحرام، ومسجد المدينة، ومسجد بيت المقدس.
رواه الطبراني في الكبير (١٢/ ٣٣٧، ٣٣٨)، وفي إسناده عبد الله بن عمر وهو ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب ضعيف عند جمهور أهل العلم.
[١٨ - باب ما جاء في فضل الصلاة في المسجد الحرام ومسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -]
• عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سِواه، إلا المسجد الحرام".
متفق عليه: رواه مالك في القبلة (٩) عن زيد بن رباح وعبيد الله بن أبي عبد الله، عن أبي عبد الله سلْمان الأغرِّ، عن أبي هريرة فذكر مثله.
ورواه البخاري في كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة (١١٩٠) عن عبد الله بن يوسف، عن مالك به مثله.
ورواه مسلم في الحج (١٣٩٤) من وجه آخر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي عبد الله الأغرِّ أنهما سمعا أبا هريرة فذكر مثله وزاد في آخر الحديث: "وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آخر الأنْبياء، وإن مسجده آخر المساجد" أي: آخر مساجد الأنبياء.
• عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاةٍ فيما سِواه إلا المسجد الحرام".
صحيح: رواه مسلم في الحج (١٣٩٥) من حديث عبيدالله قال: أخبرني نافع، عن ابن عمر