كذا أعله بالإجمال ولم يبين موضع الضعف، فلعله يقصد ما ذكره في أول الباب من حديث المغيرة بن شعبة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قصة المسح قال: وعليه جبة من صوف فلم يستطع أن يخرج ذراعيه منها حتى أخرجها من أسفل الجبة. وهو متفق عليه.
قلت: لا تعارض بين حديث أبي موسى وبين حديث المغيرة بن شعبة فإن لباس الصوف في الغالب يُستعمل في الشتاء، فقصة المغيرة وإنْ كانت وقعت مرة واحدة، ولكن لا يمنع استمرار استعماله في الشتاء، وهذا الذي يظهر من حديث أبي موسى.
وأما الحافظ ابن كثير فقال في البداية والنهاية (٦/ ٤٧): "هذا غريب من هذا الوجه، ولم يخرجوه، وإسناده جيد" فلعل الغرابة عنده من قوله: "ويأتي مراعاة الضيف" وهذا الذي قاله صحيح، فإني لم أجد له شاهدا.
١٥ - باب أول من ضيّف الضيف
• عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كان أول من ضيّف الضيف إبراهيم عليه السلام.
حسن: رواه ابن أبي الدنيا في "قرى الضيف"، ومن طريقه البيهقي في الشعب (٩١٧) عن محمد بن عبد الله بن المبارك، حدثنا أبو أسامة، حدثنا محمد بن عمرو، حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو وهو ابن علقمة الليثي حسن الحديث.
[١٦ - باب الرجل يدعو بالطعام في بيته]
• عن عائشة، زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها قالت: كان في بريرة ثلاث سنن: خيرت على زوجها حين عتقت، وأهدي لها لحم، فدخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والبرمة على النار، فدعا بطعام، فأتي بخبز وأدم من أدم البيت، فقال: "ألم أر برمة على النار فيها لحم" فقالوا: بلى يا رسول الله! ذلك لحم تصدق به على بريرة، فكرهنا أن نطعمك منه، فقال: "هو عليها صدقة، وهو منها لنا هدية" وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها: "إنما الولاء لمن أعتق".
متفق عليه: رواه البخاري في الأطعمة (٥٤٣٠)، ومسلم في العتق (١٥٠٤: ١٤) كلاهما من طريق ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، فذكرته. واللفظ لمسلم.
[١٧ - باب استئذان صاحب الطعام في الرجل غير المدعو]
• عن أبي مسعود الأنصاري، قال: كان رجل من الأنصار يقال له: أبو شعيب، وكان له غلام لحام، فرأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعرف في وجهه الجوع، فقال لغلامه: