فقالت: يا رسول الله، قد عرفت منزلة حارثة مني، فإن يكن في الجنة أصبر وأحتسب، وإن تك الأخرى ترى ما أصنع، فقال:"ويحك، أو هبلت، أو جنة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة، وإنه في جنة الفردوس".
صحيح: رواه البخاري في المغازي (٣٩٨٢) عن عبد الله بن محمد، حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا أبو إسحاق (وهو إبراهيم بن محمد الفزاري) عن حميد (هو الطويل) عن أنس قال: فذكره.
قوله:"أصيب حارثة يوم بدر" هو ابن سراقة بن الحارث بن عدي الأنصاري، وأبوه سراقة له صحبة، واستشهد يوم حنين، وأمه هي الربيع بنت النضر عمة أنس بن مالك.
• عن أنس بن مالك، أن الربيع بنت النضر أتت النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان ابنها حارثة بن سراقة أصيب يوم بدر، أصابه سهم غَرْبٌ، فأتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: أخبرني عن حارثة، لئن كان أصاب خيرا احتسبت وصبرت، وإن لم يصب الخير اجتهدت في الدعاء. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا أم حارثة! إنها جنان في جنة، وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى، والفردوس ربوة الجنة وأوسطها وأفضلها".
صحيح الترمذي (٣١٧٤)، - واللفظ له -، والطبراني في الكبير (٢٤/ ٢٦٢ - ٢٦٣)، وابن حبان (٩٥٨)، وابن خزيمة في كتاب التوحيد (٧٨١)، والطبري في تفسيره (١٥/ ٤٣٦) كلهم من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، فذكره. وإسناده صحيح لما له أصل.
• عن عبد الله بن عباس قال: قالت قريش ليهود: أعطونا شيئا نسأل عنه هذا الرجل، فقال: سلوه عن الروح. قال: فسألوه عن الروح، فأنزل الله {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}[سورة الإسراء: ٨٥] قالوا: أوتينا علما كثيرا: التوراة، ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا، فأنزلت:{قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}.
صحيح: رواه الترمذي (٣١٤٠)، وأحمد (٢٣٠٩)، والنسائي في الكبرى (١١٢٥٢)، وصححه ابن حبان (٩٩)، والحاكم (٢/ ٥٣١) كلهم من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن عبد الله بن عباس، قال: فذكره. وإسناده صحيح.
قال الترمذي:"حسن صحيح" وقال الحاكم: "صحيح الإسناد".