للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأبو المثنى مؤثر بن نفادة لم يوثقه إلا ابن حبان والعجلي، ولذا قال عنه الحافظ: "مقبول" أي عند المتابعة. ولم أجد له متابعا. وفي لفظه غرابة.

٨ - باب قوله: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٦)}

• عن أبي سعيد قال: نزلت في يوم بدر {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ}.

صحيح: رواه أبو داود (٢٦٤٨)، والنسائي في الكبرى (١١١٣٩)، (١١١٤٠)، والحاكم (٢/ ٣٢٧) من طرق عن داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد فذكره. وإسناده صحيح.

وقال الحاكم: "حديث صحيح على شرط مسلم".

وقوله: {إِلَى فِئَةٍ} أي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ لأن الآية نزلت في بدر، ولم يكن لهم فئة إلا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأما بعد ذلك فإن المسلمين بعضهم فئة لبعض.

ولذا حكمها ثابت في جميع المؤمنين، وإن اللَّه حرّم على المؤمنين إذا لقوا العدو أن يولوهم الدبر منهزمين إلا لتحرف القتال، أو لتحيز إلى فئة من المؤمنين حيث كانوا، فلا حاجة إلى دعوى نسخها.

وكون اللآية نزلت يوم بدر، لا ينفي أن يكون الفرار من الزحف حراما على غير أهل بدر، وقد صح من حديث أبي هريرة: أن الفرار من الموبقات.

٩ - باب قوله: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١٧)}

• عن ابن عباس قال: رفع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يده يوم بدر. فقال: "يارب! إن تهلك هذه العصابة، فلن تعبد في الأرض أبدا". فقال له جبريل عليه السلام: خُذْ قبضة من التراب، فأخذ قبضةً من التراب فرمى بها في وجوههم، فما من المشركين من أحد إلا أصاب عينيه ومنخريه وفمَه ترابٌ من تلك القبضة فولّوا مدبرين.

حسن: رواه الطبري في تفسيره (١١/ ٨٦)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٥/ ١٦٧٣) كلاهما من طريق أبي صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس فذكره.

وإسناده حسن من أجل أبي صالح وهو عبد اللَّه بن صالح كاتب الليث، مختلف فيه، غير أنه حسن الحديث إذا لم يخطئ.

• عن حكيم بن حزام قال: لما كان يوم بدر سمعنا صوتا وقع من السماء إلى الأرض، كأنه صوت حصاة وقعت في طست، ورمى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بتلك الحصيات، فانهزموا، فذلك قول اللَّه تعالى: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ

<<  <  ج: ص:  >  >>