أورده ابنُ كثير في تفسيره (١/ ٥٠٦).
وزيد بن ظبيان "مقبول" كما في التقريب، وهو كذلك لأنه توبع.
لأنه رواه الإمام أحمد أيضًا (٢١٣٤٥) من طريق شيبان، عن منصور، عن ربعي، عن خرشة بن الحرّ -أو المعرور بن سويد- عن أبي ذرّ، فذكره.
وخرشة بن الحرّ، والمعرور بن سويد ثقتان، وفي بعض الروايات "و" بدل "أو" وفي أخرى: "عن خرشة بن الحر، عن المعرور بن سويد". وهذا تصحيف.
ولا يضر ما رواه جرير، عن منصور بإسناده عمّن حدثه عن أبي ذر - وعنه رواه الإمام أحمد (٢١٣٤٣) فمن صرّح حجّة على من لم يصرِّح.
ورواه الحاكم (١/ ٥٦٢) من وجه آخر عن عبد اللَّه بن صالح المصريّ، قال: أخبرني معاوية بن صالح، عن أبي الزّاهرية، عن جبير بن نفير، عن أبي ذرّ، أنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إنّ اللَّه ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش، فتعلموهنّ وعلّموهنّ نساءكم وأبناءكم فإنّها صلاة وقرآن ودعاء".
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط البخاريّ".
وتعقبه الذهبي فقال: "معاوية لم يحتج به البخاريّ".
وفيه عبد اللَّه بن صالح المصريّ كاتب الليث مختلف فيه غير أنه حسن الحديث في المتابعات والشواهد كما هنا.
ورُوي عن ابن مسعود موقوفًا عليه.
١١ - باب ما جاء في عدَم فناء العرش
قال اللَّه تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [سورة الزّمر: ٦٧].
وقال تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} [سورة إبراهيم: ٤٨].
فهل العرش يدخل فيما يقبض ويطوى ويُبدّل أو لا؟
فيرى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللَّه تعالى أنّ من المخلوقات التي لا يعدم ولا يفني بالكلية كالجنّة والنّار والعرش وغير ذلك.
وأمّا ما رُوي عن أنس بن مالك مرفوعًا: "سبعة لا تموت ولا تفنى ولا تذوق الفناء: النّار وسكانها، واللّوح، والقلم، والكرسي، والعرش". فهو ليس بحديث.
وقد سئل شيخ الإسلام عن حديث أنس بن مالك فأجاب: "هذا الخبر بهذا اللفظ ليس من كلام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وإنما هو من كلام بعض العلماء. وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة