للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي مسلم: قال حنظلة: سمعتُ عكرمة بن خالد يحدّثُ طاوُسًا: أنّ رجلًا قال لعبد اللَّه بن عمر: "ألا تغزو؟ فقال: إني سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-" فذكر الحديث.

وتفصيله ما رواه البخاريّ في التفسير (٤٥١٣) عن نافع، عن ابن عمر: "أتاه رجلان في فتنة ابن الزبير فقالا: إنّ الناس ضُيِّعوا وأنت ابنُ عمر وصاحبُ النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فما يمنعك أنْ تخرج؟ فقال: يمنعني أنّ اللَّه حرَّم دمَ أخي، فقالا: ألم يقل اللَّه: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} [سورة البقرة: ١٩٣]؟ فقال: قاتلنا حتى لم تكن فتنة، وكان الدّينُ للَّه، وأنتم تريدون أنْ تقاتِلُوا حتى تكون فتنة، ويكون الدّين لغير اللَّه.

وزاد عثمان بن صالح، عن ابن وهب قال: أخبرني فلان وحيوة بن شريح، عن بكر بن عمرو المعافريّ: أنَّ بُكير بن عبد اللَّه حدّثه، عن نافع: أنّ رجلًا أتى ابنَ عمر فقال: يا أبا عبد الرحمن، ما حملك على أن تحجّ عامًا وتعتمر عامًا، وتترك الجهاد في سبيل اللَّه عزّ وجلّ، قد علمتَ ما رغب اللَّهُ فيه؟ قال: يا ابْنَ أخي، بُني الإسلامُ على خمس: إيمانٍ باللَّه ورسوله، والصلاةِ الخمس، وصيامِ رمضان، وأداءِ الزّكاة، وحجّ البيت. قال: يا أبا عبد الرحمن، ألا تسمع ما ذكر اللَّه في كتابه: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ}. {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ}. قال: فعلنا على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وكان الإسلام قليلًا، فكان الرّجل يفتن في دينه إمّا قتلوه وإمّا يعذِّبونه، حتى كَثُر الإسلام فلم تكن فتنة، قال: فما قولُك في عليٍّ عثمان؟ قال: أمّا عثمان فكان اللَّه عفا عنه، وأمّا أنتم فكرهتم أن يعفو عنه. وأمّا عليٌّ فابنُ عمّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وختنُه -وأشار بيده- فقال: هذا بيتُه حيث ترون.

[٣ - باب ما جاء في شعب الإيمان]

• عن أبي هريرة، عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "الإيمان بضع وستون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان".

متفق عليه: رواه البخاريّ في الإيمان (٩)، ومسلم في الإيمان (٣٥) كلاهما من حديث أبي عامر العقديّ، قال: حدثنا سليمان بن بلال، عن عبد اللَّه بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكر الحديث، واللفظ للبخاريّ، ولفظ مسلم: "بضع وسبعون شعبة".

ورواه أيضًا من حديث سهيل، عن عبد اللَّه بن دينار، وجاء فيه: "الإيمان بضع وسبعون، أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا اللَّه، وأدناه إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان".

هكذا رواه سهيل بن أبي صالح بالشّك، ولكن أخرج بعض أصحاب السنن من طريقه فقال: "بضع وسبعون" من غير شك.

وتترجّح هذه الرواية أولًا بأنه لم يتردّد فيها الرّاوي، وثانيًا أن قوله: "بضع وسبعون" زيادة ثقة

<<  <  ج: ص:  >  >>