رسول اللَّه أي الجهاد أفضل؟ فسكت عنه، فلما رأى الجمرة الثانية سأله، فسكت عنه، فلما رمى جمرة العقبة، وضع رجله في الغرز ليركب، قال: "أن السائل؟ " قال: أنا يا رسول اللَّه، قال: "كلمة حق عند سلطان جائر".
حسن: رواه ابن ماجه (٤٠١٢)، وأحمد (٢٢١٥٨، ٢٢٢٠٧) كلاهما من طرق عن حماد بن سلمة، عن أبي غالب، عن أبي أمامة، فذكره.
وإسناده حسن، من أجل أبي غالب، فإنه مختلف فيه إلا أنه حسن الحديث ما لم يتبين خلافه.
• عن أبي سعيد الخدري أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إن من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر".
حسن: رواه أبو داود (٤٣٤٤)، والترمذي (٢١٧٤) واللفظ له، وابن ماجه (٤٠١١) كلهم من حديث إسرائيل، حدّثنا محمد بن جحادة، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.
قال الترمذيّ: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه".
قلت: في إسناده عطية العوفي - هو ابن سعد بن جنادة ضعيف من سوء حفظه، وقد وجدت له متابعًا عند أحمد (١١١٤٣) في حديث طويل، وهو مخرج في موضعه، رواه من طريق علي بن زيد ابن جدعان، عن أبي النضرة، عن أبي سعيد.
وابن جدعان ضعيف، وبهذين الطريقين يكون الحديث حسنا.
٥١ - باب لا ينبغي للمؤمن أن يُعرض نفسه لما لا يطيقه من البلاء
• عن ابن عمر قال: سمعتُ الحجاج يخطب فذكر شيئًا أنكرته فذكرت مقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه" قلت: يا رسول اللَّه! كيف يذل نفسه؟ قال: "يتعرض من البلاء لما لا يُطيق".
حسن: رواه الطبراني في الأوسط (٥٣٥٣) عن محمد بن أحمد بن أبى خيثمة، قال: حدّثنا زكريا بن يحيى الضرير، حدّثنا شبابة، عن ورقاء بن عمر، عن عبد الكريم، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: فذكره.
ورواه البزار - الكشف (٣٣٢٣) عن زكريا بن يحيى الضرير البغدادي بهذا الإسناد إلا أنه وقع في مطبوعة الكشف: "ثنا شبابة بن سوار، ثنا العلاء بن عبد الكريم، عن مجاهد". والصواب ما في الأوسط.
وقال الطبراني عقبه: "لم يرو هذا الحديث عن مجاهد إلا عبد الكريم، ولا يُروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد".
قلت: عبد الكريم هو ابن مالك الجزري فيما يظهر، وهو ثقة، وزكريا بن يحيى الضرير ترجم