وفي صحيح ابن حبان المطبوع (٣٦٨٣) بنفس هذا الإسناد عن الأوزاعي، قال: حدثني مرثد ابن أبي مرثد، عن أبيه، بدون ذكر "مالك".
ورواه ابن خزيمة (٢١٦٩) عن محمد بن رافع، حدثنا أبو عاصم، عن الأوزاعي، عن مرثد أو أبي مرثد -شك أبو عاصم-، عن أبيه، قال (فذكر الحديث).
وأبو عاصم هو الضحّاك بن مخلد لم يحفظ اسم الراوي تبعًا لشيخه الأوزاعي فإنه تردّد بين مرثد أو أبي مرثد، والصواب أنه ابن مرثد وهو مالك بن مرثد. فيكون الأوزاعي قد تابع سماكًا الحنفي كلاهما يرويان عن مالك بن مرثد، عن أبيه.
[٧ - باب ما جاء في ليلة القدر أنها كانت ليلة إحدى وعشرين]
• عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجاور في رمضان العشر التي في وسط الشهر فإذا كان حين يمسي من عشرين ليلة تمضي ويستقبل إحدى وعشرين رجع إلى مسكنه ورجع من كان يجاور معه وأنه أقام في شهر جاور فيه الليلة التي كان يرجع فيها فخطب الناس فأمرهم ما شاء الله ثم قال:"كنت أجاور هذه العشر, ثم قد بدا لي أن أجاور هذه العشر الأواخر، فمن كان اعتكف معي فليثبت في معتكفه. وقد أُريت هذه الليلة ثم أُنسيتُها فابتغوها في العشر الأواخر، وابتغوها في كلِّ وتر، وقد رأيتني أسجد في ماء وطين".
فاستهلت السماء في تلك الليلة فأمطرت فوكف المسجد في مصلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة إحدى وعشرين فبصرت عيني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونظرت إليه انصرف من الصّبح ووجهه ممتلئٌ طينًا وماء.
متفق عليه: رواه البخاريّ في فضل ليلة القدر (٢٠١٨)، ومسلم في الصيام (١١٦٧: ٢١٤) كلاهما من طريق يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخدري، فذكره. واللفظ للبخاري.
[٨ - باب ما جاء في ليلة القدر أنها كانت في ثلاث وعشرين]
• عن عبد الله بن أُنيس، أنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"أُريتُ ليلة القدر ثم أُنسيتُها، وأراني صُبْحَها أسجُدُ في ماء وطين". قال: فمطرنا ليلة ثلاثٍ وعشرين، فصلّي بنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فانصرف وإنَّ أثر الماءِ والطِّين على جبهته وأنفه.
قال: وكان عبد الله بن أنيس يقول: ثلاثٍ وعشرين.
صحيح: رواه مسلم في الصيام (١١٦٨) من طريق أبي ضمرة، عن أبي النّضر مولي ابن