السلام قال: "نصف الدهر"، فكان عبد الله يقول بعد ما كبر: يا ليتني قبلت رخصة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وسياق مسلم نحوه وزاد فيه بعد قوله: "فصُمْ صوم داود": "فإنه كان أعبد الناس"، وبعد قوله: "وما كان صيام داود؟ ": "وكان يصوم يوما ويفطر يوما".
وفي لفظ لمسلم أيضا: أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه يقول: لأقومن الليل ولأصومنَّ النهار ما عشت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "آنت الذي تقول ذلك؟ " فقلت له: قد قلته يا رسول الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فإنك لا تستطيع ذلك فصم ... " فذكر نحو ما تقدم من صحيح البخاري.
وفيه أيضا: فإني أطيق أفضل من ذلك قال: "صُمْ يوما وافطر يومين ... " ثم ذكر نحو البخاري.
وقال عن صيام داود: "وهو أعدل الصيام" قال: قلت: فإني أطيق أفضل من ذلك، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا أفضل من ذلك".
وفي لفظ له أيضا بعد قوله: كيف كان داود يصوم يا نبي الله؟ قال: "كان يصوم يوما ويفطر يوما، ولا يفر إذا لاقى" قال: من لي بهذه يا نبي الله؟ .
قال عطاء: فلا أدري كيف ذكر صيام الأبد؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا صام من صام الأبد، لا صام من صام الأبد، لا صام من صام الأبد".
هذا لفظ مسلم وساق البخاري (١٩٧٧) نحوه وقال: "لا صام من صام الأبد" مرتين.
وفي لفظ مسلم أيضا: "إن أحب الصيام إلى الله صيام داود، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، وكان يصوم يوما، ويفطر يوما".
وفي لفظ له: "كان يرقد شطر الليل، ثم يقوم ثم يرقد آخره، يقوم ثلث الليل بعد شطره". ففيه ترتيب نومه وصلاته. وسياق البخاري نحو الأول (١١٣١) دون هذا الترتيب بثُمّ.
وفي لفظ لمسلم "صم يوما ولك أجر ما بقي" قال: إني أطيق أكثر من ذلك قال: "صم يومين ولك أجر ما بقي" قال: إني أطيق أكثر من ذلك قال: "صم ثلاثة أيام ولك أجر ما بقي" قال: إني أطيق أكثر من ذلك قال: "صم أربعة أيام ولك أجر ما بقي" قال: إني أطيق أكثر من ذلك قال: "صم أفضل الصيام عند الله صوم داود عليه السلام كان يصوم يوما ويفطر يوما".
[٢ - باب في تخفيف قراءة القرآن على داود عليه السلام]
• عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "خُفِّف على داود عليه السلام القرآن، فكان يأمر بدوابه فتسرج، فيقرأ القرآن قبل أن تسرج دوابه، ولا يأكل إلا من عمل يده".
صحيح: رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٤١٧)، عن عبد الله بن محمد، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن همام، عن أبي هريرة .. فذكره.
والمراد بالقرآن هو ما جُمع ويُقرأ. والمقصود به هنا الزبور الذي أوتي داود عليه السلام وعدده