للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: "أول ما نزل من القرآن" يعني بعد فترة الوحي كما جاء التصريح في الصحيحين أيضا، وفي رواية عندهما أيضا: "فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء والأرض، فجئثت منه حتى هويت إلى الأرض، فجئت أهلي، فقلت: زمّلوني، زمّلوني". وهذا يقتضي أنه جبريل نزل بالوحي قبل هذا، وهو {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}.

٢ - باب قوله: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (٨)}

قوله: {النَّاقُورِ} أي: الصور وهو على هيئة القرن، وقد وُكِّل به ملك، وقد التقمه منذ وُكِّلَ به، وهو ينتظر أمر الله عز وجل للنفخ فيه، كما جاء في الحديث.

• عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم، وحنا جبهته ينتظر متى يؤمر أن ينفخ". قيل: قلنا: يا رسول الله! ما نقول يومئذ؟ قال: قولوا: "حسبنا الله ونعم الوكيل، على الله توكلنا".

صحيح: رواه أبو يعلى (١٠٨٤) وصحَّحه ابن حبان (٨٢٣) كلاهما من حديث عثمان بن أبي شيبة، عن جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، قال: فذكره. وإسناده صحيح.

• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن طَرْف صاحب الصّور مذ وُكِّل به مستعد ينظر نحو العرش مخافة أن يؤمر قبل أن يرتدّ إليه طرْفه، كأنّ عينيه كوكبان درّيان".

حسن: رواه الحاكم (٤/ ٥٥٨، ٥٥٩) من طريق محمد بن هشام بن ملاس النّمريّ، عن مروان بن معاوية الفزاريّ، عن عبيد الله بن عبد الله بن الأصمّ، ثنا يزيد بن الأصمّ، عن أبي هريرة، فذكره.

وإسناده حسن فإنّ محمد بن هشام بن ملاس النّمري الدّمشقيّ صدوق، وقد حسَّنه أيضا الحافظ في "الفتح" (١١/ ٣٦٨). وقال الحاكم: "صحيح الإسناد".

والكلام عليه مبسوط في كتاب الإيمان.

٣ - باب قوله: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (١١) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (١٢) وَبَنِينَ شُهُودًا (١٣)}

قوله: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا} هو الوليد بن المغيرة. قال صاحب البحر المحيط: لا خلاف أنها نزلت في الوليد بن المغيرة.

• عن ابن عباس قال: إن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقرأ عليه القرآن فكأنه رقّ له، فبلغ ذلك أبا جهل، فأتاه فقال: يا عم! إن قومك يرون أن يجمعوا لك مالا، قال: لِمَ؟ قال: ليعطوكه فإنك أتيت محمدا لتعرض لما قبله قال: قد علمت قريش إني من أكثرها مالا، قال: فقل فيه قولا يبلغ قومك إنك منكر له أو إنك كاره له. قال: وماذا أقول؟ فوالله! ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني ولا أعلم برجز ولا

<<  <  ج: ص:  >  >>