للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بجمع - أي المزدلفة.

متفق عليه: رواه البخاري في الحج (١٦٨٢)، ومسلم في الحج (١٢٨٩) كلاهما من طريق الأعمش قال: حدثني عُمارة، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود فذكره. والرواية الثانية ذكرها مسلم.

قال الشوكاني في "النيل" (٢/ ٤٩١): "فنفى ابن مسعود مطلق الجمع، وحصره في جمع "المزدلفة" مع أنه ممن روى حديث الجمع بالمدينة كما تقدم، وهو يدل على أن الجمع الواقع بالمدينة صوري، ولو كان جمعًا حقيقيًّا لتعارض روايتان، والجمع ما أمكن المصير إليه هو الواجب".

قلت: فيه من الملاحظات: الأولى: حديث ابن مسعود ضعيف.

أخرجه الطبراني في "الأوسط" "مجمع البحرين" (٩٣٨) عن علي، ثنا الحسين بن ميسرة الرازي، ثنا عبد الله بن عبد القدوس، عن الأعمش، عن عبد الرحمن بن ثَروَان، عن زاذان، عن عبد الله بن مسعود قال: جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الأولى والعصر، والمغرب والعشاء، فقيل له في ذلك فقال: "صنعت هذا لكي لا تحرج أمتي".

قال الطبراني: "لم يرو عن الأعمش إلا عبد الله، ولا عنه إلا الحسين".

وتابعه أحمد بن حاتم، ومن طرقه أخرجه في "الكبير" (١٠/ ٢٦٩) ثنا عبد الله بن عبد القدوس به فذكره.

قال الهيثمي في "المجمع" (٢/ ١٦١): "وفيه عبد الله بن عبد القدوس ضعَّفه ابن معين والنسائي، وثَّقه ابن حبان، وقال البخاري: صدوق إلَّا أنَّه يروي عن أقوام ضعفاء، قلت: وقد روي هذا عن الأعمش، وهو ثقة" انتهى.

قلت: وضعَّفه أيضًا أبو داود والدارقطني. وقال عبد الله بن أحمد: "سألت ابن معين عنه فقال: ليس بشيء رافضي خبيث. فمثله لا يلتفت إلى حديثه وأما قول الحافظ في التقريب "صدوق رمي بالرفض وكان أيضًا يخطئ" من حقه أن يطلق عليه لفظ "ضعيف".

والثانية: ونفي ابن مسعود الجمع لا يدل على عدم ثبوته، وقد شهد بذلك أبو هريرة.

والثالثة: حمله على الجمع الصوري فيه حرج ومشقة، والنبي - صلى الله عليه وسلم - أراد رفع الحرج عن أُمَّته. والله تعالى أعلم.

وأما بقية الأحاديث في الصلاة بالمزدلفة فانظر في كتاب الحج.

[١١ - باب ما جاء في تعجيل الظهر في السفر]

• عن أنس بن مالك يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل منزلًا لم يرتحل حتى يُصلي الظهر. فقال له رجل: وإن كان بنصف النهار؟ قال: وإن كان بنصف النهار.

<<  <  ج: ص:  >  >>