للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال عثمان بن سعيد الدّارميّ: وسألت يحيى بن معين عن عبد اللَّه بن يسار الذي يروي عنه منصور، عن حذيفة: "لا تقولوا ما شاء اللَّه وشاء فلان" ألقيَ حذيفة؟ فقال: لا أعلمه.

انظر: تاريخ ابن معين (٥٦٧)، وكذا ذكره أيضًا العلائيّ في جامع التحصيل (٤٠٧).

وقد سبق أن تابعه ربعي بن حراش، عن حذيفة، ولكن رجّح البخاريّ وغيره أنه من مسند الطفيل بن سخبرة أخي عائشة كما سبق. كما أن البخاري رجح رواية منصور عن عبد اللَّه بن يسار عن حذيفة على رواية معبد بن خالد بن عبد اللَّه بن يسار، عن فتيلة. ذكره الترمذيّ في العلل الكبير (٢/ ٦٥٩) واللَّه أعلم بالصواب.

وقوله: "لا تقولوا ما شاء اللَّه وشاء فلان" لأنّه مما يوهم التسوية.

• عن ابن عباس، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا حلف أحدُكم فلا يقل: ما شاء اللَّه وشئت، ولكن ليقلْ: ما شاء اللَّه ثم شئت".

حسن: رواه ابن ماجه (٢١١٧) عن هشام بن عمار، قال: حدثنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا الأجلح الكنديّ، عن يزيد بن الأصمّ، عن ابن عباس، فذكره.

وإسناده حسن من أجل الكلام في الأجلح، وهو الأجلح بن عبد اللَّه بن حُجيَّة -مصغرًا- يكني أبا حجية الكنديّ، يقال: اسمه يحيى، مختلف فيه: فضعّفه أبو داود والنسائي وابن سعد وابن حبان وغيرهم، ومشّاه غيرهم، فقال ابن معين: صالح، وقال العجليّ: كوفيّ ثقة. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة.

والخلاصة أنه حسن الحديث، وفي التقريب: "صدوق شيعي".

وهو شاهد قويّ لما سبق.

ومن هذا الطريق رواه الإمام أحمد (٢١١٧)، والنسائيّ (٩٨٨) كلاهما بلفظ: "أنّ رجلًا أتي النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فكلّمه في بعض الأمر، فقال: ما شاء اللَّه وشئت! فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أجعلتني اللَّه عدلًا، بل قلْ: ما شاء اللَّه وحده".

٥٧ - باب أنّ اللَّه يحارب من يُعادي أولياءه

• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنّ اللَّه قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرّب إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مما افترضتُه عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببته كنتُ سمعَه الذي يسمعُ به، وبصرَه الذي يبصر به، ويده التي يبطشُ بها، ورجلَه التي يمشي بها، وإن سألني لأعطِينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنّه، وما ترددتُ عن شيء أنا فاعله تردّدي عن نفس المؤمن، يكره الموت، وأنا أكره مساءته".

<<  <  ج: ص:  >  >>