كَيْمَا تَشْفَعُوا فَتُؤْجَرُوا فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "اشَفُعوا تُؤْجَرُوا".
صحيح: رواه أبو داود (٥١٣٢)، والنسائي (٢٥٥٧) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن وهب بن منبه، عن أخيه، عن معاوية، فذكره، واللفظ لأبي داود.
وأمّا سياق النّسائي فإنه جعل قول معاوية مرفوعا، ولفظه: "إنَّ الرَّجُلَ لَيَسْألُنِي الشَّيْءَ فَأَمْنَعُهُ حَتَّى تَشْفَعُوا فِيهِ فَتُؤْجَرُوا". ثم قال: وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا".
فالظّاهر أنه وقع خطأ في نسخة النسائيّ؛ لأنّ سياق الكلام يدل على أنّ المرفوع هو قوله: "اشفعوا تؤجروا" فقط.
٢١ - باب ما جاء في أفضل الصّدقات
• وعن أبي هريرة، قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَال: يَا رسُولَ اللهِ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ قَال: "أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شحِيحٌ تَخْشَى الْفَقْرَ وَتَأْمُلُ الْغِنَى، وَلا تُمْهِلُ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ قُلْتَ: لِفُلانٍ كَذَا، وَلفُلانٍ كَذَا، وَقَدْ كَانَ لِفُلانٍ".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الزكاة (١٤١٩)، ومسلم في الزكاة (١٠٣٢: ٩٣) كلاهما من طريق عبد الواحد، حدّثنا عمارة بن القعقاع، حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا أبو هريرة، فذكر الحديث.
قوله: "وأنت صحيح شحيح" الشُّح: بخل مع حرص.
• عن أبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "خير الصّدقة ما كان عن ظهر غنًى، وابدأ بمن تعول".
صحيح: رواه البخاريّ في الزكاة (١٤٢٦) عن عبدان، أخبرنا عبد الله بن يونس، عن الزهري، قال: أخبرني سعيد بن المسيب، أنه سمع أبا هريرة، فذكر الحديث.
قوله: "عن ظهر غنًى" أي عمّا يغنيه ومن يعول.
• عن حكيم بن حزام، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِن الْيَدِ السُّفْلَي، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنًى وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ الله وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الزكاة (١٤٢٧) عن موسى بن إسماعيل، حدّثنا وهيب، حدّثنا هشام، عن أبيه، عن حكيم بن حزام، فذكره.
ورواه مسلم في الزكاة (١٠٣٤) من وجه آخر ولم يذكر فيه: "ومن يستعفف يعفّه الله، ومن يستغن يغنه الله".
• عن أبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِن الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأُ بِمَنْ تَعُولُ وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنًى وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ".