قال الهيثمي في المجمع (٩/ ٣٠٠): "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح".
[٢٨ - باب فضل ابن مسعود، وعمار، وحذيفة]
• عن علقمة قال: قدمت الشام فصليت ركعتين، ثم قلت: اللهم! يسر لي جليسا صالحا، فأتيت قوما فجلست إليهم، فإذا شيخ قد جاء حتى جلس إلى جنبي. قلت: من هذا؟ قالوا: أبو الدرداء. فقلت: إني دعوت الله أن ييسر لي جليسًا صالحًا فيسَّرك لي، قال: ممن أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، قال: أوليس عندكم ابن أم عبد، صاحب النعلين والوساد والمطهرة؟ وفيكم الذي أجاره الله من الشيطان - يعني على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - أوليس فيكم صاحب سر النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي لا يعلمه أحد غيره؟ ، ثم قال: كيف يقرأ عبد الله: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (١)} فقرأت عليه: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (١) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (٢) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (٣)} قال: والله لقد أقرأنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فيه إلى فيَّ.
متفق عليه: رواه البخاري في فضائل الصحابة (٣٧٤٢)، ومسلم في صلاة المسافرين قصرها (٢٨٣: ٨٢٣) كلاهما من طريق المغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة قال: فذكره. واللفظ للبخاري ولفظ مسلم مختصر.
ورواه البخاري في فضائل الصحابة (٣٧٤٣) عن سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: ذهب علقمة إلى الشام، فلما دخل المسجد قال: اللهم! يسر لي جليسا صالحا، فجلس إلى أبي الدرداء، فقال أبو الدرداء: ممن أنت؟ قال: من أهل الكوفة، قال: أليس فيكم، أو منكم صاحب السر الذي لا يعلمه غيره؟ - يعني حذيفة - قال: قلت: بلى، قال: أليس فيكم، أو منكم الذي أجاره الله على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم -؟ - يعني من الشيطان يعني عمّارا - قلت: بلى، قال: أليس فيكم، أو منكم صاحب السواك أو السرار؟ قال: بلى، قال: كيف كان عبد الله يقرأ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (١) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (٢)} قلت: {الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (٣)} قال: ما زال بي هؤلاء حتى كادوا يستنزلوني عن شيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
[٢٩ - باب ما جاء في أخبار أبي سعيد، وابن مسعود، وحذيفة، وسلمان]
• عن خيثمة بن أبي سبرة قال: أتيت المدينة فسألت الله أن ييسر لي جليسا صالحا، فيسر لي أبا هريرة، فجلست إليه، فقلت له: إني سألت الله أن ييسر لي جليسا صالحا فوفقت لي، فقال: من أين أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، جئت ألتمس الخير وأطلبه فقال: أليس فيكم سعد بن مالك مجاب الدعوة، وابن مسعود صاحب طهور رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونعليه، وحذيفة صاحب سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعمار الذي أجاره الله من الشيطان