للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن غيطل السهمي، فأوما إلى بطنه، فقال: "ما صنعت شيئا". فقال: كفيتكه. ثم أراه العاص بن وائل السهمي، فأوما إلى أخمصه، فقال: "ما صنعت شيئا". فقال: كفيتكه.

فأما الوليد بن المغيرة فمر برجل من خزاعة، وهو يريش نبلا له، فأصاب أكحله، فقطعها.

وأما الأسود بن المطلب، فعمي فمنهم من يقول عمي كذا، ومنهم من يقول: نزل تحت شجرة، فجعل يقول: يا بُنَيّ، ألا تدفعون عني، قد هلكت أطعن بشوك في عيني، فجعلوا يقولون: ما نرى شيئا، فلم يزل كذلك حتى عميت عيناه. وأما الأسود بن عبد يغوث؛ فخرج في رأسه قروح، فمات منها. وأما الحارث بن غيطل، فأخذه الماء الأصفر في بطنه حتى خرج خرؤه من فيه، فمات منها. وأما العاص بن وائل، فبينما هو كذلك يوما حتى دخل في رجله شبرقة حتى امتلأت منها، فمات".

حسن: رواه الطبراني في الأوسط (٥/ ٥١٥ - ٥١٧)، والبيهقي في الدلائل (٢/ ٣١٦ - ٣١٨)، والمقدسي في المختارة (١٠/ ٩٦ - ٩٨) كلهم من حديث سفيان بن حسين، عن جعفر بن إياس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.

وإسناده حسن من أجل سفيان بن حسين؛ فإنه يُحَسّن في غير الزهري.

١٧ - باب قوله: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (٩٩)}

أي: استمر على عبادة الله حتى يأتيك الموت. فالمراد باليقين هنا الموت، ومما يدل على ذلك قوله تعالى: إخبارا عن أهل النار أنهم قالوا: {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (٤٣) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (٤٤) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (٤٥) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (٤٦) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (٤٧)} [سورة المدثر: ٤٣ - ٤٧].

وكذلك جاء اليقين بمعنى الموت في الحديث النبوي كما جاء في الصحيح:

• عن خارجة بن زيد الأنصاري: أن أم العلاء امرأة من نسائهم، قد بايعت النبي - صلى الله عليه وسلم -، أخبرته أن عثمان بن مظعون طار له سهمه في السكنى حين أقرعت الأنصار سكنى المهاجرين. قالت أم العلاء: فسكن عندنا عثمان بن مظعون، فاشتكى، فمرضناه حتى إذا توفي، وجعلناه في ثيابه دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك الله. فقال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: "وما يُدريك أن الله أكرمه؟ ". فقلت: لا أدري بأبي أنت وأمي يا رسول الله! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما عثمان فقد جاءه والله اليقين، وإني لأرجو له الخير، والله ما أدرى، وأنا رسول الله ما يفعل بي". قالت: فوالله! لا أزكي أحدا بعده أبدا" ... الحديث.

صحيح: رواه البخاري في الشهادات (٢٦٨٧) عن أبي اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري قال، حدثني خارجة بن زيد الأنصاري، فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>