- صلى الله عليه وسلم -: "ثلاثة لا تُجاوز صلاتُهم آذانهم: العبد الآبق حتى يرجع، وامرأة باتتْ وزوجها عليها ساخط، وإمامُ قوم وهم له كارهون".
قال الترمذي:"هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وأبو غالب اسمه: حزَوَّر".
قلت: ليس كما قال، فإنه ضعيف، فإن أبا غالب ضعيف، ضعَّفه ابن سعد والنسائي، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات، وأما الدارقطني فوثَّقه، والحجة لمن علم على من لم يعلم، وقد ضعَّفه أيضًا البيهقي فقال: ليس بالقوي "السنن الكبرى"(٣/ ١٢٨).
وأما حديث طلحة بن عبيد الله فلفظه: أنه صَلَّى بقوم، فلما انصرف قال: إني نسيتُ أن أستأمركم قبل أن أتقدم، أرضيتُم بصلاتي؟ قالوا: نعم، ومن يكره ذلك يا حواري رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"أيما رجل أمَّ قومًا وهم له كارهون لم تجزْ صلاتُه أذْنَيه" رواه الطبراني في الكبير من رواية سليمان بن أيوب الطلحي قال فيه أبو زرعة: عامة أحاديثه لا يتابع عليها، وقال صاحب الميزان: صاحب مناكير، وقد وُثِّق، كذا في "مجمع الزوائد"(٢٣٤٤).
١٠ - بابُ إذا تأخَّر الإمام تقام الصلاة
• عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليُصلح بينهم، وحانتِ الصلاةُ، فجاء المؤذِّن إلى أبي بكر الصديق، فقال: أتُصلي للناس فأُقيم؟ قال: نعم، فصلَّى أبو بكر، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس في الصلاة، فتخلَّصَ حتى وقف في الصفِّ، فصفَّق الناسُ، وكان أبو بكر لا يلتفتُ في صلاته، فلما أكثر الناسُ من التصفيق، التفت أبو بكر، فرأى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فأشار إليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن امكثْ مكانكَ، فرفع أبو بكر يديه، فحمد الله على ما أمره به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ذلك، ثم استأخر حتى استوى في الصف. وتقدم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فصَلَّى. ثم انصرف، فقال:"يا أبا بكر، ما منعك أن تثبتَ إذ أمرتُك" فقال أبو بكر: ما كان لابن أبي قُحافة أن يُصلي بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما لي رأيتكم أكثرتم من التصفيق؟ من نابه شيء في صلاته فليُسَبِّح، فإنه إذا سبَّح التُفِتَ إليه، إنما التصفيق للنساء".
متفق عليه: رواه مالك في قصر الصلاة (٦١) عن أبي حازم سلمة بن دينار، عن سهل بن سعد فذكره.
ورواه البخاري في الأذان (٦٨٤) عن عبد الله بن يوسف، ومسلم في الصلاة (٤٢١) عن يحيى بن يحيى، كلاهما عن مالك به مثله.