كرامًا؟ فما انتهيت إلا بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من البيت: "يا سودة أعلى الله وعلى رسوله؟ " فقلت: يا رسول الله! والذي بعثك بالحق ما ملكت حين رأيت أبا يزيد مجموعة يداه إلى عنقه بالحبل أن قلت ما قلت. إلا أنه مرسل.
رواه أبو داود (٢٦٨٠) والبيهقي (٩/ ٨٩) كلاهما من حديث ابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر، عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة فذكره، ولم يذكر أبو داود لفظه بتمامه، ويحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة تابعي، وهو الذي يحكي القصة، فهي من مراسيله.
ولكن رواه الحاكم (٣/ ٢٢) من طريق أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر، عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، فزاد فيه "عن جده" وكذا ذكره ابن حجر عن الحاكم في إتحاف المهرة (١٠/ ٤٦٨)، فإن صحت هذه الزيادة فهو مرسل أيضًا؛ لأنه لا يوجد في الصحابة من اسمه عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة.
٥٠ - باب توصية النبي - صلى الله عليه وسلم - بالأسرى خيرًا
• عن أبي عزيز بن عمير أخي مصعب بن عمير قال: كنت في الأسارى يوم بدر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "استوصوا بالأسارى خيرًا" وكنت في نفر من الأنصار، وكانوا إذا قدموا غداءهم وعشاءهم أكلوا التمر، وأطعموني الخبز بوصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إياهم.
حسن: رواه الطبراني في الكبير (٢٢/ ٣٩٣) عن الحسين بن علي العطار المصيصي، ثنا شباب العصفري، ثنا بكر بن سليمان، ثنا محمد بن إسحاق، حدثني نبيه بن وهب، عن أبي عزيز بن عمير أخي مصعب بن عمير فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق.
وكذا حسّنه أيضًا الهيثمي في المجمع (٦/ ٨٦).
وأبو عزيز: قيل: اسم أبي عزيز هذا زرارة، له صحبة، وسماع من النبي - صلى الله عليه وسلم - ورواية، حدث عنه نبيه بن وهب يعد في أهل المدينة، وزعم الزبير أنه قتل يوم أحد كافرًا، وذلك غلط. والله أعلم. انظر: الاستيعاب.
واختلف على ابن إسحاق:
فرواه الطبراني هكذا موصولا، وذكره ابن هشام في السيرة (١/ ٦٤٥) قال: قال ابن إسحاق: وحدثني نبيه بن وهب أخو بني عبد الدار أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أقبل بالأسارى ... الحديث بنحوه. وهذا مرسل.
وذكره ابن حجر في الإصابة (١٠٣٢٩) عن ابن إسحاق قال: حدثني نبيه بن وهب قال: سمعت