من الأفعال القبيحة عند المشركين أنهم جعلوا لله البنات - وهو منزه عنه - وكرهوا ذلك لأنفسهم فإن من بُشّر بولادة الأنثى صار وجهه مسودا من شدة الحزن والكراهية، فيغيب عن أبصارهم للعار الذي لحقه بولادة هذه الأنثى، فهو يتردد بين إمساكها على هون، وبين دسّه في التراب حية وهو قوله تعالى {أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ}.
ومن صور الوأد ما ذكره البغوي في تفسيره (٢/ ٦١٩): "وكان الرجل من العرب إذا ولدت له بنت، وأراد أن يستحييها، ألبسها جبة من صوف أو شعر، وتركها ترعى له الإبل والغنم في البادية، وإذا أراد أن يقتلها تركها حتى إذا صارت سداسية قال لأمها: زيّنيها حتى أذهب بها إلى أحمائها، وقد حفر لها بئرا في الصحراء، فإذا بلغ بها البئر قال لها: انظري إلى هذا البئر فيدفعها من خلفها في البئر، ثم يُهيل على رأسها التراب حتى يستوي البئر بالأرض فذلك قوله عز وجل:{أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ}.
• عن أبي سعيد الخدري قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إن أخي استطلق بطنه. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اسقه عسلا" فسقاه. ثم جاء فقال: إني سقيته عسلا فلم يزده إلا استطلاقا، فقال له ثلاث مرات ثم جاء الرابعة فقال: "اسقه عسلا" فقال: لقد سقيته، فلم يزده إلا استطلاقا. فقال: "صدق الله وكذب بطن أخيك" فسقاه، فبرأ.
متفق عليه: رواه البخاري في الطب (٥٧١٦)، ومسلم في السلام (٢٢١٧) كلاهما عن محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد الخدري، قال: فذكره. واللفظ لمسلم ولفظ البخاري نحوه.
قوله:{أَرْذَلِ الْعُمُرِ} أي: آخره في حال الكبر والعجز والخرف. والأرذل من كل شيء: الرديء منه، وقد جاء في الصحيح الإستعاذة منه.
• عن أنس بن مالك: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو "اللهم إني أعوذ بك من البخل والكسل، وأرذل العمر، وعذاب القبر، وفتنة الدجال، وفتنة المحيا والممات".