للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن ورّاد -كاتب المغيرة-، عن المغيرة، فذكر الحديث. واللّفظ للبخاريّ، ولفظ مسلم نحوه إلّا أنّ فيه: "من أجل ذلك بعث اللَّه المرسلين مبشرين ومنذرين".

• عن عائشة، أنّ النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "يا أمّة محمد واللَّه ما من أحد أغيرَ من اللَّه أن يزني عبدُه، أو تزني أمتُه، يا أمّة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا".

متفق عليه: رواه مالك في الكسوف (١) عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرتْ مثله.

ورواه البخاريّ في الكسوف (١٠٤٤) عن عبد اللَّه بن مسلمة، ومسلم في الكسوف (٩٠١) عن قتيبة بن سعيد، كلاهما عن مالك في سياق طويل، سيأتي في كتاب الكسوف.

٣٨ - باب ما جاء في كلام اللَّه تعالى بأنه يُسْمَعُ ويكون بحرف وصوت

قال اللَّه تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [سورة التوبة: ٦]. وقال تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [سورة النساء: ١٦٤].

وقال تعالى: {قَالَ يَامُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [سورة الأعراف: ١٤٤].

يقول البيهقيّ رحمه اللَّه تعالى: "فهذا كلام سمعه موسى عليه السّلام بإسماع الحّق إياه بلا ترجمان بينه وبينه". الأسماء والصفات (١/ ٤٨٥).

إنّ الكلام صفة من صفات اللَّه تعالى فهو لم يزل متكلّمًا إذا شاء، ومتى شاء، وكيف شاء، وبما شاء، وهو يتكلّم بحرف وصوت يسمع، وإنّ كلامه قديم.

قلت: لقد خاطب اللَّه موسى بقوله: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَامُوسَى (١١) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (١٢) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (١٣) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [سورة طه: ١١ - ١٤].

وفي سورة النمل: {يَامُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [سورة النمل: ٩].

وجاء في سورة القصص: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَامُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [سورة القصص: ٣٠].

ففي هذه الآيات خاطب اللَّه موسى عليه السلام وكلّمه بصوت وحرف مسموع، وغير جائز أن يخاطب ملك مقرب أو غير مقرّب أو أي مخلوق آخر بقوله: {إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}.

• عن أبي سعيد الخدري قال: قال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يقول اللَّه: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك، فيُنادى بصوت: إنّ اللَّه يأمرك أن تُخرج من ذريتك بعثًا إلى النار".

<<  <  ج: ص:  >  >>