متفق عليه: رواه البخاري في استتابة المرتدين (٦٩٣٣) من طريق معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري فذكره.
ورواه البخاري (٣٦١٠) من طريق شعيب، ومسلم في الزكاة (١٠٦٤: ١٤٨) من طريق يونس كلاهما عن الزهري بإسناده وجاء فيه: "وأتاه ذو الخويصرة" أي الأب، وكذلك رواه الأوزاعي وغيره عن الزهري فقالوا: "ذو الخويصرة".
ويظهر من هذا أن معمرا تفرد فقال: "عبد الله بن الخويصرة" أو "ابن ذي الخويصرة"، والمحفوظ قول الأكثرين.
وذو الخويصرة اسمه: حرقوس بن زهير كما قال ابن عبد البر في التمهيد (٢٣/ ٣٣٢).
هو ومثله من المنافقين الآخرين هل يعدون من الصحابة أم لا؟
فالمؤلفون في الصحابة اختلفوا، فلم يذكرهم ابن عبد البر، وذكرهم ابن الأثير في الصحابة مستدركا على من قبله، واختار ابن حجر المذهب الأول، وهو الصحيح؛ لأنه من شرط الصحبة أن يموت على الإسلام، وهم ماتوا على النفاق.
٢٢ - باب قوله: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٦٠)}
قوله: {لِلْفُقَرَاءِ} فهي للفقراء، وليست للأغنياء ولا للأقوياء القادرين على الكسب.
• عن عبيد الله بن عدي بن الخيار أن رجلين حدثاه أنهما أتيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسألانه من الصدقة؟ فقلّب فيهما البصر، فرآهما جلدين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن شئتما أعطيتكما، ولا حظ فيها لغني، ولا لقوي مكتسب".
صحيح: رواه أبو داود (١٦٣٣)، والنسائي (٢٥٩٩)، وأحمد (١٧٩٧٢) كلهم من حديث هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبيد الله بن عدي، فذكره. وزاد أبو داود: "وكان ذلك في حجة الوداع، وهو يقسم الصدقة". وإسناده صحيح.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مِرّة سويٍّ".
صحيح: رواه النسائي (٢٥٩٨)، وابن ماجه (١٨٣٩)، وصحّحه ابن حبان (٣٢٩٠) كلهم من حديث أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي هريرة فذكره.
وصحّحه أيضا ابن خزيمة (٢٣٨٧)، والحاكم (١/ ٤٠٧) إلا أنهما روياه من وجه آخر عن أبي حازم، عن أبي هريرة، بنحوه.
وقوله: {وَالْمَسَاكِينِ} وهم الذين لا يجدون ما يكفيهم ويغنيهم.